أكد التجمع العربي الإسلامي لدعم خيار المقاومة، أنه لا تفريط ولا تنازل عن شبر من أرض فلسطين التاريخية المقدسة، وتحرير الأقصى والقدس الشريف من قبضة الغاصب المحتل، مع إسقاط مبادرة التفريط العربية "خيار الاستسلام". وأضاف التجمع في بيان له أمس الخميس أن الأمل وراء إرادة وعزيمة 1.5 مليار عربي ومسلم يصرون ويواصلون ترديد القسم على مواصلة المقاومة والتصدّي والنضال والعمل على امتلاك كافة أسباب القوة جيلا وراء جيل لتحقيق النصر. وجاء نص البيان: "إن القدس الأسيرة جزء لا يتجزأ من الضفة الغربيةالمحتلة، وإن الإجراءات الإسرائيلية المتواصلة الرامية إلى طمس الهوية العربية للقدس ومحاصرتها المستوطنات غير المشروعة وما جرى من عزلها عن باقي مناطق الضفة الغربية بواسطة الحائط الفاصل" غلاف القدس" الذي أقامته في تحد سافر لقرار محكمة العدل الدولية الصادر في يوليو2004، والذي ينص على "أن الجدار الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية بما فيها منطقة القدس غير قانوني وفق القانون الدولي"، وكذلك في تحد سافر للإرادة الدولية ذاتها، وقد جرى من جانب الصهاينة عدة تدابير لإحداث انهيار بساحة المسجد الأقصى، بسبب الحفريات الإسرائيلية المتواصلة منذ احتلالها ها في 7 يونيو/ 1967 ثالث أيام العدوان، وحدوث صدوع وتشققات خطيرة في البيوت التي تقع قرب الجدار الغربي للمسجد. ومن التاريخ المكتوب ، فإن فترة السيطرة اليهودية على القدس قد دامت 70 عاما فقط، هي فترة الملك داوود بعد احتلاله لها عام1007ق.م وانتهت هذه الفترة بعد حكم الملك سليمان الذي انتهت بوفاته عام932ق.م، والتي بنى خلالها هيكله المسمى باسمه فوق جبل صهيون، وذلك بعد مرور 15 قرنا من الزمان على تأسيسها في زمن الكنعانين العرب. وفي سنوات حكم إسحق رابين (شريك أوسلو) فلقد أصدر الكنيست قانونا في 10 مايو 1994 يؤكد فيه أن القدس ستبقى موحده إلى الأبد تحت سيطرة إسرائيل، ثم ظهرت أطماع الصهاينةالمغتصبين بصورة جلية منذ تولي نتنياهو رئاسة الحكومة في فترته الأولى (1996-1999) بتكريس عملية تهويد القدس كلية، وتفريغها من المقدسيين العرب في عملية تطهير عرقي وحشي غير مسبوق، ولتكون" جيروزاليم" عاصمة لإسرائيل، أكبر مدينة عنصرية في عالمنا المعاصر، ويسعى سعياً حثيثاً في تنفيذ هذا الهدف خلال رئاسته الحالية للحكومة الصهيونية، ورفض خلال تلك الفترة وضع القدس على مائدة أية مفاوضات مع الفلسطينين، ثم أعلن موافقته على انتهاك المقدسات الإسلامية بالموافقة على قيام اليهود بالصلاة على "جبل الهيكل" (المسجد الأقصى) وفرض تقسيم باحات المسجد الأقصى، بما يتيح للصهاينة إقامة صلواتهم بداخله، وأعلن في هذا السياق أنه لن يلتزم بأي اتفاقات للحكومة الاسرائيليةحول منح الفلسطينين أية سلطة في القدس، بعد أن جرى إغلاق كل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى رأسها بيت الشرق وصرح على الملأ أن القدس عاصمة إسرائيل الأبدية ولن تكون محل تفاوض، وقام بالبناء في كل أنحاء القدس بالمستعمرات التي قطعت أوصال المناطق العربية في القدس حاليا، حيث يميل الحزام الاستيطاني الجنوبي في مخطط تهويد المدينة المقدسة لتمزيق الوحدة الجغرافية للضفة الغربية، وقد تباهى نتنياهو أمام مؤتمر القدس (في28يناير2009) قائلا: " يخطئ من يعتقد أن التنازل عن جبل الهيكل ( المسجد الأقصى) سيحقق السلام، بل سيأتي بالعكس، وأعرب عن أمله في أن يمنحه الاسرائيليون الفرصة لتحقيق الحفاظ على القدس موحده تحت السيادة الإسرائيلية". ويأتي التواطؤ والدعم الأمريكي المتواصل منذ احتضان كافة الرؤساء الأمريكيين للمخطط الصهيوني لإقامة الدولة العبرية على أرض فلسطين، فصدر قرار مجلس الشيوخ الأمريكي في 22 مارس 1990م في سابقة فريدة من نوعها في التاريخ، تجسد اعتداء صارخا على حقوق أمة بأكملها تتجاوز المليار مسلم بأن "القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ويجب أن تبقى كذلك"، وعبّر عن" اعتقاده الراسخ بأنها يجب أن تبقى مدينة واحدة بدون انقسام، وأن تكون كل المجموعات الإثينة والدينية فيها مصانة،، هذا القرار الصليبي الصهيوني الفاجر يمكن تسميته ب" وعد بلفور الديني" هو موقف سياسي فاجر ومنحاز من جانب دولة كبرى تدعي حمايتها لحقوق الإنسان وحريته وتدافع عن الديمقراطية المزعومة في شتى أرجاء المعمورة بكل جبروت وغطرسة، بتآمر صارخ على الأديان ذاتها، وعلى المواثيق الدولية المستقرة، وعلى كافة القيم الأخلاقية والإنسانية التي سادت العالم منذ قهر شريعة الغاب وانقضاء وجود العبيد على الأرض. وقد تجلّت أبعاد التآمر الأمريكي/ الصهيوني في الخديعة التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية في رسالة التطمينات الأمريكية التي تسلمها الرئيس عرفات- قبل انتقاد مؤتمر مدريد للسلام في اكتوبر1991، والتي جاء فيها بالنص" أن أمريكا لاتعترف بضم إسرائيل للقدس الشرقية أو توسيع حدودها، أو إتخاذ إجراءات أحادية الجانب في قضايا الوضع النهائي، ومنها القدس واللاجئين والحدود". واستطرد البيان :"وتكشف تلك الوقائع عن جوهر المخطط الصهيوني في مجال الصراع العربي الصهيوني وتهويد القدس والاستيلاء على أرض فلسطين المغتصبة، بل والتطهير العرقي لتصبح أرض فلسطين أرض يهودية خالصة، ومنها استخلص العرب والمسلمون أن صراعنا مع العدو الصهيوني هو صراع وجود وليس صراع حدود، وأن مسئولية الأجيال المتواصلة من العرب والمسلمين في شتى ربوع الأرض الذين يتجاوز عددهم 1.5مليار هم أصحاب حقوق مقدسة ومشروعة في تحرير أرض فلسطين كلها من النهر إلى البحر، وإنقاذ القدس الشريف والمسجد الأقصى من قبضة المحتل الغاصب، مهما كان حجم التحديات والصعوبات، وسوف تواصل الأجيال المقاومة والصمود والتصدي والنضال لتحقيق هذه المهمة المقدسة التي يقسم كل جيل عربي ومسلم على مر الأيام وعلى مدار السنين بإفتداء فلسطينوالقدس بالدماء والأرواح". واختتم البيان بقوله :"كما تردد على لسان أبناء مصر( ثوار 25 يناير و30يونيو)، وهم يهاجمون سفارة العدو الصهيوني الجاثمة على أرض مصر من هتاف مدو" بنرددها جيل ورا جيل إحنا وراكي ياإسرائيل" وذلك حتى يتحقق النصر المبين على أعداء الإنسان في كل مكان والغاصبين والمحتلين والمتآمرين على حقوق العرب والمسلمين، التي لا يجوز لأي سلطة التنازل عنها، وإنها لمقاومة حتى النصر بإذن الله، وعلى الباغي تدور الدوائر مهما طال الزمن، ذلك هو قانون الوجود ذاته، التي لن يكون أمام العدو الغاصب الهروب منه أو الفكاك من سطوته وبأسه، لأنه يجسد قانون الحياة بين بنى البشر على وجه الأرض، التي خلقها الله للإنسان السوّي، وليس للمتآمرين أو الطغاة أو الفجرة أو السفلة مكان لهم في صراع الخير والشر، الذي ينصر الحق والعدل والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية".