نشر موقع "فيترانس توداي" الأمريكي مقالا للكاتب والباحث أشرف عزت، مؤسس جمعية أصدقاء مكتبة الإسكندرية، أعرب فيه عن سعادته أن مصر استطاعت تخليص نفسها من كابوس حكم الإخوان المسلمين. وقال الكاتب إن ثورة 30 يونيو لم تكن شيئا وليد اللحظة، بل كانت نتيجة غضب شعبي متراكم من حكم جماعة الإخوان المسلمين غير كفء والانزعاج من جدول أعمالها الصارخ لتحويل مصر إلى صومال أو أفغانستان أخرى. لكن ملايين المصريين - الذين خرجوا إلى الشوارع لاستكمال ثورتهم بأعداد لم يسبق لها مثيل أبهرت العالم - لم ينتفضوا ضد مجرد رئيس أو حكومة فاشلة، ولكن ضد جماعة فاشية تروج للدين وتتغذى على الجهل وتريد سلطة استبدادية لا تترك شيئا وراءها إلا الفوضى والعنف وأنقاض الأمة. واعتبر الكاتب أن نظام الإخوان المسلمين هو نظام فاشي بالضبط مثل النازية الألمانية، مشيرا إلى أن المثير للسخرية أن هتلر كان رئيسا منتخبا ديمقراطيا مثل مرسي وجماعته الراديكالية، وكان يحاول اختطاف أمة عظيمة والسقوط بها في عصور الظلام؛ لذلك يرى الكاتب أن المصريين بطردهم لهذه الجماعة الفاشية فعلوا ما كان ينبغي على الألمان القيام به منذ وقت طويل. وأوضح المقال أن الكثير من مدمني نظرية المؤامرة سيرون ثورة المصريين في سياق مؤامرة دبرها الموساد ووكالة المخابرات المركزية، لكن في واقع الأمر، وكالة الاستخبارات المركزية كانت تتلقى بانتظام تقارير من السفارة الأمريكية في القاهرة تؤكد لها بثقة أن مصر تحت سيطرة جماعة الإخوان. كما أن سفيرة الولاياتالمتحدة لدى مصر، آن باترسون، اعتادت قضاء وقتا مع مرشد جماعة الإخوان أكثر من طاقم عملها، وحتى بعد سقوط الإخوان، رفضت باترسون التخلي عن رهانها، وأقنعت قادة الإخوان بمحاولة حشد الموالين لهم وإثارة العنف لإقناع الغرب أن مصر على شفا حرب أهلية. وأشار المقال إلى أن سيناريو باترسون في الواقع كان يمكن أن ينجح في بلد قبلية مثل باكستان، حيث عملت باترسون من قبل، ولكن بالتأكيد ليس في مصر، ومن جهة أخرى، لفت المقال إلى أن واحدة من النتائج الأكثر إثارة لسقوط حكم الإخوان، إلى جانب فشل خطة باترسون، هو أن المصريين أصبحوا أكثر تشككا من أي وقت مضى في حركة حماس واتصالاتها السرية مع جماعة الإخوان وبدأوا يرونها كخطر محتمل على الأمن القومي المصري. وقال الكاتب أشرف عزت إن الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل كانوا مسرورين جدا من حكم الإخوان، حيث إن مصر تحت حكم فاشية دينية مثل جماعة الإخوان المسلمين يمكن أن تُستخدم كحزام سني لتطويق ومساعدة في إسقاط الأمة الشيعية إيران، العدو الحالي لإسرائيل والولاياتالمتحدة. وأضاف أن المجاهدين وأعضاء جماعة الإخوان كلاهما لديهم نفس العقلية العقائدية المتعصبة التي سوف تأهلهم دائما للسقوط بسهولة فريسة لأي وكالة استخبارات أجنبية. فنظرة واحدة على سيرك الجهاديين المنتشر في سوريا ستكون دليلا كافيا على مدى سهولة تحويل أي جزء من الشرق الأوسط إلى جحيم الطائفية بمساعدة الجماعات التي تتاجر بالدين مثل حماس والإخوان المسلمين وبالطبع الكيان الصهيوني، مؤسس الفاشية الدينية في العصر الحديث. واعتبر الكاتب أن الموجة الثانية من الثورة المصرية، والتي تم حمايتها وتأييدها من الجيش المصري، هي ضربة لخطة الولاياتالمتحدة وإسرائيل لتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة حرب سنية شيعية مروعة، استعدادا لإسقاط إيران. كما أنها أيضا ضربة قاسية لمصداقية الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط الذي شهد على مدار العامين الماضيين سقوط جميع حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة. سقوط إخوان مصر أسقط مشروع فتنة سنية شيعية مروعة تستهدف رأس إيران