دعا الفريق عبد الفتاح السيسي في خطابه صباح أمس "الأربعاء" جموع الشعب المصري للتظاهر يوم الجمعة القادم لتفويض القوات المسلحة لمحاربة الإرهاب في مصر، حيث إنه عقب عزل "مرسي" خرجت بعض الجماعات المسلحة لشن عدة هجمات متتالية على المواطنين في مصر، وخاصة في سيناءوالسويسوالإسماعيلية وبورسعيد والمنصورة والقاهرة. تباين استقبال أهالي القناة وسيناء لخطاب الفريق عبد الفتاح السيسي ما بين التأييد المطلق والمشروط، والبعض هاجم هذا الخطاب لعدة أسباب متباينة، حيث أصدرت حملة تمرد بالسويس بيانًا تؤكد فيه تفويضها للفريق السيسي لمحاربة الإرهاب وتعلن عن حشدها يوم الجمعة المقبل للتأكيد على شرعية الجيش وتفويضه لمحاربة الإرهاب. وترى "رشا سليم" - منسقة تمرد في الإسماعيلية - أن الجيش هو حامي الشعب والشرعية، ولا يحتاج تفويضًا من الشعب لأداء مهامه، وكان على الجيش والشرطة التصدي للعمليات الإرهابية منذ وقوعها دون البحث عن تفويض ودون أي تقاعس أو تقصير. وأكد أحمد ماهر - عضو بحملة تمرد بالسويس - أن الجيش يبحث عن غطاء شعبي لتحركاته العسكرية، ومع ذلك هو يرفض أي دعاوى تفويض لأحد، فهو لا يعطي تفويضًا لأحد إلا لشعب مصر، ولكنه مع الجيش في حربه ضد الإرهاب لحماية مواطنين مصر، كما أصدرت جبهة الإنقاذ بالسويس بيانًا تدعو فيه للحشد الجمعة المقبلة لتفويض الجيش في حربه ضد الإرهاب، وهذا أيضا ما قاله بيان نادي ضباط الشرطة في بورسعيد. يقول أحمد شردي - ناشط من شمال سيناء: علينا الثقة في الفريق "السيسي"، فقد كان مسئولا عن المخابرات الحربية، وجاء في خطابه عدة جمل تؤكد وجود تقارير تفيد بوجود نوايا لتصعيد العمليات الإرهابية مع ازدياد في الضغوط الدولية، وعلى النقيض يرى محمد عاصم - طالب من السويس - في خطاب "السيسي" هو دعاية إعلامية لخطوة استباقية، مما يجعلها بحاجة لتأهيل نفسي للشعب مثلما حدث في 30 يونيو. وأعلنت هند حسن - إحدى الناشطات السياسيات - أن هذه الدعوة للتأكيد على أن 30 يونيو هى ثورة شعبية وليس انقلابًا عسكريًا وللحفاظ على الدعم الشعبي، ومن هنا جاءت الدعوة في وسائل الإعلام لحشد الرأي العالمي ووكالات الأنباء لمتابعة الرأي المصري في جمعة 26 يوليو، وفي النهاية فالقوات المسلحة لا تحتاج لتفويض للقيام بمقتضيات عملها. وعلى النقيض جاء رأي جماعة الإخوان والمنتمين لها، حيث يقول محمود سمير - الأمين السابق لاتحاد طلبة كلية هندسة بالسويس: إن ما يحدث الآن بالإضافة إلى خطاب الفريق السيسي هو محاولة جديدة لنسخ نظام "مبارك القمعي"، فكل المؤشرات تشير لذلك، خاصة بعد ما وصفه بخطاب انقسام مصر والدعوة لحرب أهلية. كما نشرت الصفحات الإلكترونية لحزب الحرية والعدالة بمدن القناة وسيناء نص بيان جماعة الإخوان الذي تقول فيه: "اتضح أن من يحكم مصر هو الفريق السيسي، مما يؤكد فكرة الانقلاب العسكري، واعتبر الإخوان أن ما دعا إليه "السيسي" دعوة لحرب أهلية جعلت الجيش ينحاز لفصيل ضد الآخر، كما أكد بيان الإخوان المسلمين على ثقته في القوات المسلحة بعيدا عن القيادات كما يثق أيضا في الشعب المصري.