قالت صحيفة "كرستيان ساينس مونيتور" الأمريكية اليوم، الثلاثاء،:إن الآلاف من المصريين نزلوا إلى ميدان التحرير والميادين الأخرى في يناير 2011، وكان أغلبهم يشارك في السياسة للمرة الأولى في حياته. ورأت وإن كان هذا وقتًا مبهجًا ينظر إليه عبر نظارات الحنين الوردية، فقد تحدث المحتجون عن آخر مرة رأوا فيها مصر الحقيقية، وأصروا على أن الجميع كانوا مصريين في المقام الأول ولا تهم تصنيفاتهم مسلمين ومسيحيين، أو يساريين وليبراليين، أو فقراء وأغنياء، متوقعين أن مصر جديدة ستظهر بسهولة بمجرد الإطاحة ب"حسنى مبارك"، ولكن هذا التفاؤل تجاهل تقسيمًا مهمًا وواضحًا في المجتمع المصري في هذا الوقت لاسيما بين الإسلاميين مثل جماعة الإخوان المسلمين، والجماعات المتعددة ذات الميول العلمانية. وذكرت أنه في حوالي 30 شهرًا منذ ثورة يناير، أصبح الانقسام علنيًّا، فقد أظهرت الاحتجاجات الشاسعة والمستقطبة ضد الإخوان والتي أقنعت الجيش بالتدخل للإطاحة به هذا الأمر، وأصبحت أكثر وضوحًا الآن مع اشتباك مؤيدي ومعارضي "مرسي" عند مدخل ميدان التحرير، حيث لم يعد التحرير المكان الذي يتجمع فيه كل المصريين معا بشكل رمزي، بل أصبح مكانا يذهب إليه المصريون للتنافس على السلطة، ف"مبارك" تمت الإطاحة به من قبل الحشود الضخمة في الميدان، و"مرسي" أطيح به بحشود أكبر في التحرير، لذلك، فإن البعض يعتقد أن المزيد من الحشود في التحرير ستكون قادرة على إعادة "مرسي" والإخوان إلى السلطة. وتعتقد الصحيفة الأمريكية أن قوة الشارع أصبحت هي السياسة الحالية في مصر أو على الأقل جزء منها، فبعدما تم حل البرلمان والإطاحة بالرئيس، لم يعد لصندوق الانتخاب نفس القوة، وتظل جماعة الإخوان المسلمين أكبر الحركات السياسية من حيث القاعدة الشعبية، يبدوا أنهم قد أصبحوا يائسين بشكل يزداد خطورة مع بقاء قيادات الجماعة مثل "مرسي" قيد الاحتجاز. الدليل غلى ذلك هو دعوة نائب رئيس حزب الحرية والعدالة والقيادى الإخواني "عصام العريان" الى حصار السفارة الأمريكية في القاهرة بزعم أن واشنطن أيدت "الانقلاب" الذي أطاح بمرسي، لكن لو كان الإخوان يعتقدون أن هذه الخطوة يمكن أن تقود إلى مزيد من الدعم الحكومي الأمريكي، وليس قلقا من جانب مسئولي إدارة "أوباما" إزاء لغة التهديدات بالعنف ضد الدبلوماسيين، فإن الجماعة ستفاجأ بشكل مؤسف.