وزير التعليم العالي يترأس اجتماع مجلس جامعة حلوان    اعتماد "تربية كفر الشيخ" من هيئة ضمان جودة التعليم    انخفاض ملحوظ في أسعار الخضراوات بمحافظة الشرقية    تسليم 704 وحدات سكنية لسكان مساكن الجلاء وإيواء المجزر في المنصورة    الوادي الجديد.. الراغبون في استخراج تراخيص البناء يعربون عن ترحيبهم بعد العودة العمل بقانون البناء 119    محافظ الفيوم يشدد على إنهاء ملفات التصالح والتقنين خلال المدة المقررة    إسرائيل تخترق موجة برج مراقبة مطار بيروت وتحذر طائرة إيرانية    جيش الاحتلال يعلن مهاجمة 140 هدفا لحزب الله في لبنان منذ الليلة الماضية    تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    غيابات بالجملة في قائمة برشلونة لمباراة أوساسونا    بعد التتويج بالسوبر الإفريقي.. الزمالك راحة من التدريبات 7 أيام    وزير الشباب والرياضة يفتتح أعمال تطوير الملعب الخماسي بمركز شباب «أحمد عرابى» في الزقازيق    قائمة أسماء المحكمين بالدورة 40 لمهرجان الإسكندرية السينمائي    مرض السكري: أسبابه، أنواعه، وعلاجه    اختتام فعاليات اليوم العلمي للعلاج الطبيعي ب"صدر المنصورة"    شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي على النصيرات والمغازي    رئيس جهاز السويس الجديدة تبحث مع مستثمري منطقة عتاقة تنفيذ السياج الشجري بطول 7 كيلو    الضرائب: إتاحة 62 إتفاقية تجنب إزدواج ضريبى على الموقع الإلكتروني    رئيس الوزراء يتفقد أعمال تطوير مطار سانت كاترين الدولي    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 18 مليون جنيه خلال 24 ساعة    بقيم درجات حرارة أعلى.. الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة خلال الأيام المقبلة (تفاصيل)    وزير الإسكان يتابع استعدادات فصل الشتاء ب5 مدن جديدة    «أمن المنافذ»: ضبط 289 مخالفة مرورية وتنفذ 301 حكمًا قضائيًا خلال 24 ساعة    لإحياء ذكرى وفاته ال54.. توافد العشرات على ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر    كانت دائما بتراضيني.. آخر ما قاله إسماعيل فرغلي عن زوجته قبل وفاتها    حكيم يشعل المنيا الجديدة باحتفالية ضخمة بمشاركة فريق مسار اجباري (التفاصيل والصور الكاملة)    الثقافة تحتفل باليوم العالمي للسلام مع أطفال الأسمرات بمركز الحضارة والإبداع    في اليوم العالمي للمُسنِّين.. الإفتاء: الإسلام وضعهم في مكانة خاصة وحثَّ على رعايتهم    علي جمعة: سيدنا النبي هو أسوتنا إلى الله وينبغي على المؤمن أن يقوم تجاهه بثلاثة أشياء    بعد واقعة النزلات المعوية.. شيخ الأزهر يوجه ب 10 شاحنات محملة بمياه الشرب النقية لأهل أسوان    برلماني: التحول إلى الدعم النقدي يعزز الحماية الاجتماعية ويقلل منافذ الفساد    وكيل صحة البحيرة يزور مركز طب الأسرة بالنجاح| صور    "عمر كمال ورامي ربيعة الأعلى".. تقييمات لاعبي الأهلي بالأرقام خلال مباراة الزمالك في السوبر الأفريق    ضبط 4 متهمين بالحفر والتنقيب عن الآثار في القاهرة    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترض صاروخا بالستيا جديدا أُطلق من لبنان    الاثنين.. القومي للسينما يعرض فيلم الطير المسافر في نقابة الصحفيين    رانيا فريد شوقي وحورية فرغلي تهنئان الزمالك بحصد السوبر الإفريقي    «الزراعة»: مصر لديها إمكانيات طبية وبشرية للقضاء على مرض السعار    رئيس هيئة الدواء: أزمة النقص الدوائي تنتهي خلال أسابيع ونتبنى استراتيجية للتسعيرة العادلة    في أول يوم دراسة بالجامعات: وزير التعليم العالي يتفقد جامعة حلوان    الرئيس الإيراني يدين الهجمات الإسرائيلية على بيروت ويعتبرها "جريمة حرب" آثمة    «الداخلية» تحرر 508 مخالفة «عدم ارتداء الخوذة» وتسحب 1341 رخصة بسبب «الملصق الإلكتروني»    وزير خارجية الصين يشيد بدور مصر المحوري على الصعيدين الإقليمي والدولي    وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديموقراطية    تشكيل أرسنال المتوقع أمام ليستر سيتي.. تروسارد يقود الهجوم    وزارة الصحة: إرسال قافلة طبية لدولة الصومال لتقديم الخدمات الطبية    أوستن: لا علم للولايات المتحدة بيما يجري بالضاحية الجنوبية لبيروت    مقتل شخص في مشاجرة بسبب خلافات سابقة بالغربية    سعر الفراخ اليوم السبت 28 سبتمبر 2024.. قيمة الكيلو بعد آخر تحديث ل بورصة الدواجن؟    اليوم.. محاكمة سعد الصغير بتهمة سب وقذف طليقته    أمين الفتوى: حصن نفسك بهذا الأمر ولا تذهب إلى السحرة    مواقف مؤثرة بين إسماعيل فرغلي وزوجته الراحلة.. أبكته على الهواء    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    كولر: لم نستغل الفرص أمام الزمالك.. والخسارة واردة في كرة القدم    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة يوليو وحنين إفريقى لاينقطع لوجه مصر "الناصرى الحبشي"
نشر في البديل يوم 23 - 07 - 2013

منذ اندلاع ثورة يوليو كانت أولوياتها الاهتمام بالبعدين الإفريقي، والعربي والتحرر من الاستعمار لجميع الدول الإفريقية والعربية، وتكمن عظمة ثورة يوليو في اتجاهها نحو إفريقيا ودول العالم الثالث، حيث أكد أن قيمة ثورة يوليو التي اندلعت بعد الحرب العالمية الثانية تبلورت لاستكمال التحرر ومواجهة العالم الرأسمالي وتعزيز التوجه الاشتراكي.
وجاءت أهمية الثورة لدول العالم الثالث كونها خرجت جزءا منها، وتوجهت نحو الاستقلال، وخلال العام الأول من الثورة أقيم مؤتمر "باندونج" الذي يعتبر العلامة الأولي للاستقلال الوطني، واكتسب عبد الناصر، التسلح من دول أوروبا الشرقية عام 1955، ثم تلتها عام 1956 تأميم قناة السويس.
وفي عام 1956 استقلت السودان عن مصر، والذي صوره كارهو عبد الناصر على أنه تقسيم وأنه من فصل السودان عن مصر، ولكن الحقيقة غير ذلك تماما فعبد الناصر رجل عروبي آمن بالحرية واحترام حقوق الشعوب وعندما خرجت مظاهرات الشباب السوداني تطالب بالانفصال عن مصر وتتهم ناصر بأنه مستعمر جديد فأعلنها ناصر صريحة وواضحة، وقال إن مصر والسودان شعب واحد يجمعهما التاريخ والجغرافيا ولشعب السودان الحق في تقرير مصيره.
وفي العام الثالث عام 1957 انعقد في مصر مؤتمر الشعوب الإفريقية الآسيوية، وأكد المؤتمر وحدة القارتين واتجاههما نحو التحرر والاستقلال، وفي أواخر العام ذاته تم الاتجاه نحو الوطن العربي وتوحيد كل من مصر وسوريا والذي اكتمل عام 1958.
كما ظهر جليا علامات اتجاه ثورة يوليو نحو العالم الثالث حيث أقيم عام 1960 مؤتمر الدار البيضاء والمؤتمر الإفريقي العربي بها، وفي عام 1962 تم استقلال الجزائر وانتصار الكفاح المسلح لتحرير الشعوب بالمساعدة المصرية التي لا تنكر، ثم أنشات لجنة تحرير المستعمرات بين مصر والجزائر مع كل الدول الإفريقية وشهدت الفترة ذاتها استقلال الكونغو.
ولقد وضعت ثورة يوليو القارة الإفريقية في مقدمة اهتماماتها ويكفي أن نقول إنه يوم انطلاق ثورة 23 يوليو لم يكن هناك في القارة الإفريقية سوي 5 دول فقط هي الدول المستقلة وهي مصر وليبيا وليبريا وإثيوبيا وجنوب إفريقيا.
وكانت مهمة مصر على يد عبد الناصر تكمن في تحرير دول القارة الإفريقية إلي أن تحقق تحرير غانا في عام 57 وكانت غانا بداية لتحرير دول إفريقيا وجنوب الصحراء، وإلي أن جاء عام 1960 حيث شهد موجة من الاستقلال شملت عديدا من دول إفريقيا جنوب الصحراء الأمر الذي ترتب عليه دمج مجموعة برزافيل والدار البيضاء في مجموعة واحدة لتوحيد جهود القارة، وكان ذلك إيذانا لميلاد منظمة الوحدة الإفريقية في مايو 1963.
واعتبر عبدالناصر أن الاستعمار هو السبب فى كل المصاعب والمشكلات التى واجهت مصر فى الداخل والخارج، وأنه عقبة فى طريق مستقبلها، وأن تصفية هذا الاستعمار بمثابة رسالة تحملها مصر، لذلك أعلنت مصر أنها تشارك أساسا فى حركة مناهضة الاستعمار فى أفريقيا.
وقاومت مصر الثورة الاستعمار فى إفريقيا عن طريق تأييد ومساندة حركات التحرر الإفريقية عسكريا وإعلاميا وسياسيا فقد وقفت مصر مع كل حركات التحرير فى القارة بدون استثناء، فمن الناحية العسكرية كانت مصر أول دولة فى العالم تقدم مساعدات عسكرية لحركات التحرير، كما وفرت التدريب لكوادر هذه الحركات فى المعاهد المصرية، مثل مدرسة الصاعقة والكلية الحربية كما قامت المخابرات العامة المصرية بالإعداد والتنظيم لنقل هذه الأسلحة وتوصيلها إلى مناطق المقاومة.
ولم تقتصر القاهرة على تقديم المساعدات العسكرية بل قدمت مساعدات إعلامية، حيث أنشأ عبدالناصر صوت إفريقيا فى الإذاعة المصرية على غرار صوت العرب، وكان يبث باللغة السواحيلية متوجها لكينيا وشرق إفريقيا خاصة بعد أحداث ثورة الماوماو، واعتقال الزعيم الكينى جومو كينياتا كما صممت برامج إذاعية أخرى باللغات الإفريقية المحلية لكل أجزاء إفريقيا المختلفة، ومنحت الفرصة لحركات التحرير ومكاتبها فى القاهرة لمخاطبة شعوبها مباشرة، وأصبحت مصر هى الدولة الولى فى العالم التى تتحدث باسم الثورة الأفريقية ضد الاستعمار.
كما ركز عبد الناصر على كسب ود الشعوب الإفريقية كافة دون أن يخسر أحدا وقرأنا في الفترة السابقة كتابات عديدة مقارنة بين علاقة عبد الناصر بإفريقيا والرئيس المعزول محمد مرسي لكن الحقيقة لا يوجد أي وجه شبه للمقارنة فالرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان متريثاُ في قراراته وكلماته.
فبعد تولى عبد الناصر طالبت حركة تحرير إريتريا الاستقلال عن إثيوبيا، فقرر عبد الناصر التريث، ولم يقدم أى نوع من المساعدات العسكرية لثوار إريتريا، بل كان موقف مصر فى تلك الفترة هو احترام وتأييد قرار الأمم المتحدة الصادر فى ديسمبر 1950 والخاص بضم إريتريا إلى إثيوبيا فى اتحاد فيدرالى، ولأن عبد الناصر كان يعى جيدا أهمية القارة السمراء، لذلك كانت من أهم دوائر السياسة الخارجية المصرية آنذاك، فكانت العلاقات المصرية الإثيوبية فى أوج قمتها فى عهد عبد الناصر والإمبراطور الإثيوبى هيلا سلاسى، حيث كان يدرك عبد الناصر أهمية منابع مياه النيل لمصر.
وعن طريق الأدوات الدبلوماسية والمساعدات والتركيز على الجانب الدينى تعامل عبد الناصر مع إثيوبيا، حيث كانت الكنيسة الإثيوبية تابعة للكنيسة الأرثوذكسية المصرية، بل وكانت الكنيسة الأم فى مصر ترسل القساوسة من مصر للعمل فى الكنائس الإثيوبية، فضلا على التركيز على الدعم التجارى والثقافى، وانتقال الخبراء المصريين فى مختلف المجالات إلى إثيوبيا.
وقد عبر عبد الناصر عن علاقات الود القائمة بين مصر والحبشة، بحيث لا يكون مثله بين الأخوين الشقيقين، وهو يقول فى مقدمة كتاب "أضواء على الحبشة": "نحن بلدان متجاوران فى قارة ضرب عليها الاستعمار نطاقه لتكون له دون أهلها كالبقرة الحلوب، ونحن شريكان فى هذا النهر الخالد الذى يفيض الخير والبركة على شاطئيه من هضبة الحبشة إلى المصب فى البحر المتوسط، فكل ذرة من ذرات ذلك الماء المتدفق فى مجراه بين المنبع والمصب تتناجى همسا بأمانى مشتركة تلتقى عندها عواطف المصريين والسودانيين والأحباش جميعا".
بذلك هدم عبد الناصر كل الآمال الأمريكية التي كانت تنعقد على مصر بعد ثورة يوليو أن تكون مصر حليفة لها ولكن جاء الرجل الذي نغص على الولايات المتحدة والمستعمر كل أطماعه فكلما حاولوا بسط نفوذهم أو التدخل في شئون أي دولة إفريقية يجدوا عبد الناصر سدا منيع لقوة علاقته بجيرانه وثقتهم به حتى ضجت أمريكا في هذا الوقت من عبد الناصر، حتى قال أيزنهاور رئيس أمريكا في هذا الوقت لوزير خارجيته جون فوستر دالاس أن الولايات المتحدة لن تسيطر على إفريقيا ولن تصل لمبتغاها إلا بالسيطرة على الفكر الناصري أو بإقصائه أو حتى باغتيال عبد الناصر نفسه.
وكانت الحرب الباردة في منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية بين الولايات المتحدة الأمريكية وعبد الناصر بشكل شخصي مباشر، فقد ظل ناصر حارس إفريقيا والوطن العربي الأمين لذلك فلا نستغرب إذا كانت الميداين العربية والإفريقية تكتسي بصورة في أي مناسبة وطنية أو أي ثورة أو مظاهرة للمطالبة بالحق والحرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.