نشر موقع "فيترانس توداي" أمس مقالا للكاتب والباحث الأمريكي، فريدريك وليام انجدال، يقول فيه: إن إعلان المملكة العربية السعودية تأييدها للإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر وتقديمها الدعم المالي للبلاد هو تحدي مفتوح وانفصال لم يسبق له مثيل عن واشنطن. وأشار وليام انجدال إلى أنه منذ التقى بالرئيس الأمريكي روزفلت عام 1945، لدى عودته من مؤتمر "يالطا"، بالملك السعودي ابن سعود وفاز بالحقوق الحصرية لشركات النفط الأمريكية في الثروة النفطية الهائلة للمملكة، والعلاقة بين السعودية والسياسة الخارجية الأمريكية علاقة توافقية لا تنفصل. وفي عام 2010، أعلنت إدارة أوباما أكبر صفقة أسلحة في تاريخ الولاياتالمتحدة، حيث وافقت على بيع 84 طائرة مقاتلة جديدة طراز ((F-15Sوتطوير 70 أخرى للنظام السعودي، في الوقت الذي أبدى فيه النظام استعداده لعزل إيران في المنطقة. لكن الآن، المملكة العربية السعودية، الدولة المطيعة التابعة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ثارت من خلال دعمها ومساندتها لخطوة الجيش في الإطاحة بالرئيس محمد مرسي عقب الارادة الشعبية الواسعة لتنفيذ ذلك. وذكر الكاتب الأمريكي أن الحكومة الانتقالية الجديدة في مصر أكدت أنها تلقت 6 مليارات يورو في شكل منح وقروض ووقود من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، معتبرًا أن الأخبار صفعة مزدوجة على وجه واشنطن التي أصرت على أن حكومة مرسي ليس لديها ملاذ سوى الخضوع لشروط صندوق النقد الدولي القاسية كشرط مسبق للحصول على مساعدات مالية من جهات مانحة أخرى. وأكد أن القرار السعودي باتخاذ تحرك جريء لوقف ما اعتبروه استراتيجية أمريكية كارثية لدعم صعود الإخوان المسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي وجَّه ضربة لاستراتيجية الولاياتالمتحدة التي اعتقدت أنها يمكنها استخدام الإخوان كقوة سياسية للسيطرة على العالم الإسلامي بشكل أكثر إحكامًا واستخدامه لزعزعة استقرار الصين وروسيا والأجزاء الإسلامية من آسيا الوسطى. كما أن النظام الملكي السعودي بدأ يخشى من أن جماعة الإخوان المسلمين تقف في يوم من الأيام ضد حكمهم. فالنظام السعودي لم يغفر لجورج دبليو بوش إسقاط حزب البعث العلماني لصدام حسين في العراق، ولا قرار الولاياتالمتحدة بالتخلي عن حسني مبارك الحليف الوثيق للسعودية في مصر. وفي إشارة إلى الموقف القطري اللافت للنظر، أوضح الكاتب أن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سكب مليارات الدولارات لدعم وتمويل الإسلاميين في مصر وليبيا وسوريا وقطاع غزة. لكن عقب الإطاحة بمرسي، أنتبه أمير قطر إلى التداعيات وأعلن تنازله عن السلطة لصالح ابنه، تميم، مضيفًا أن قيادة قطر الجديدة الآن تستخدم كلمات مثل "إعادة تقييم" لمناقشة سياستها الخارجية لأنها باختصار لا تجرؤ على المخاطرة بعزلة تامة عن باقي دول الخليج العربي التي يهيمن عليها السعودية. واختتم الكاتب مقاله قائلًا: إن واشنطن حتى الآن غير قادرة على فعل الكثير حيال كل هذه التغييرات المتتابعة والسياسة الخارجية الأمريكية فجأة أصبحت في حالة فوضى، في مؤشر على انخفاض القوة والنفوذ الأمريكي في العالم.