ذكر الموقع الإعلامي الأمريكي " هافينجتون بوست" اليوم أن جماهير الكرة المتشددين والمسيسين إلى حد كبير، والذين لعبوا أدوارًا رئيسة في الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق "حسنى مبارك"، والمعارضين للحكم العسكري بعد "مبارك"، والمشاركين بشكل كبير في مظاهرات الشهر الماضي ضد "رجب طيب أردوغان"، غائبين الآن بشكل واضح عن المشهد الدرامي في القاهرة مع الإطاحة بالرئيس المعزول "محمد مرسى"، والاحتجاجات الحالية في اسطنبول. وقال: إنه فى حين أنها تؤيد مشاركة أعضائها في المظاهرات الجارية في كلا البلدين، إلَّا أن جماعات مشجعي الكرة مثل الألتراس في مصر وتركيا تراجعت لموقفها العام بأنها ليست منظمات سياسية، ولكنها لا تمنع أعضائها من المشاركة السياسية، الموقف الذي تم تصميمه للتقليل من تعرضهم كمجموعة للاعتقال السياسي، مضيفة أن مجموعات الألتراس المصرية اعتمدت هذا الموقف عشية ال18 يومًا من المظاهرات الحاشدة في 2011 فى ميدان التحرير، والتي أجبرت "مبارك" على التنحي بعد 30 عامًا في السلطة، وفي ذلك الوقت، شجعت القيادات أعضاءها بشكل خاص على الدور الأساسي الذي لعبوه في الإطاحة بالرئيس الأسبق. وتشكل أحداث الأسبوع الماضي معضلة للألتراس في مصر، لديهم عدم ثقة عميقة الجذور في قوات الأمن الذين تمكنوا من إعادة الظهور بكامل قواهم نتيجة للاحتجاجات المناهضة ل"مرسى"، وللسبب نفسه، لكن في نفس الوقت عارض العديد من مجموعات الألتراس "مرسى" بسبب محاولته في تقويض أهداف ثورة مصر الشعبية، وإخفاقه في إصلاح قطاع الأمن. وكما هو الحال في مصر، اتحدت المجموعات المتنافسة في تركيا الشهر الماضي لحماية المتظاهرين وإضافة صوتهم للمعارضة ضد "أردوغان"، ولكنهم - على النقيض مع المصريين – أعلنوا اتحادهم كمنظمات تحت شعار "اسطنبولالمتحدة"، كما ذكر الموقع. واضاف الموقع أن تراجع المجموعات يأتي في أعقاب حوادث في كلا البلدين صممت لتخويف الجماهير وكبح نشاطهم، ففي مصر، تم قتل أكثر من 70 عضوًا من أعضاء المجموعة التي تشجع النادي الأهلي (ألتراس أهلاوي) في فبراير من العام الماضي في مشاجرة كروية مشحونة سياسيًّا في مدينة بورسعيد، والتي يؤمن العديد بأنها كانت محاولة لعقاب المجموعة لمعارضتهم واشتباكاتهم الشرسة مع الشرطة. ومنذ ذلك الحين، نظمت المجموعة العديد من التظاهرات، واقتحمت العديد من الملاعب بسبب منع الجماهير من حضور المباريات، كما ألغى الاتحاد المصري لكرة القدم موسم الكرة بسبب التقلبات السياسية فى مرحلة ما بعد "مرسى"، وكان الاتحاد علق المسابقة من قبل بسبب مخاوف أمنية. ومثل ما يحدث للكثير من مجموعات الألتراس فى مصر، قال المتحدث باسم ألتراس: "كارسى" – مشجعى فريق بشكتاش التركى – أن يبعدون عن الأنظار الآن بعد اتهام 20 عضوًا منهم بالانتماء لمنظمة غير مشروعة، عقب مظاهرات حديقة جيزى الشهر الماضي، وقال الموقع: إن التهم الموجهة لمجموعة "كارسى" تعكس محاولات "أردوغان" لتجريم المشجعين والمتظاهرين.