وترددت عدة روايات تناقلها شهود عيان ووسائل الإعلام عن كيفية اغتيال رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الدولية في المنظمة العالمية للمغتربين العرب محمد ضرار جمو في منزله في الصرفند جنوبي لبنان. فهذا المواطن السوري الذي يقطن هذه البلدة منذ أعوام طويلة مع زوجته وابنته إصابته رصاصات الغدر في كل أنحاء جسمه، وتم اغتياله بدم بارد على ايدي قتلة تمكنوا من أن يتركوا أي أثر يدل على هويتهم. وقال شاهد عيان لمراسل قناة العالم إن المجرمين دخلوا إلى البيت وفتحوا النار عليه بكثافة خلال وقت محدود جدا، ولم يغادروا شقته إلا بعد أن تأكدوا أن "محمد جمو" فارق الحياة، وأضاف الشاهد : أنه كانت هناك طعنة بحربة في يده، وقد ملأ الدم المكان. ويرى المراقبون أن قتل الصحفي "محمد ضرار جمو" لا ينفصل عن تعاطيه السياسي مع الأحداث الدائرة في بلده سوريا بشكل لا يرضي أطراف المعارضة السورية ومسلحيها الذين فور شيوع خبر القتل بدأت تشير الأصابع إلى إمكانية أن يكونوا هم الفاعلين بأوامر خارجية. وقال الإعلامي والناشط السياسي اللبناني "غسان جواد" لقناة العالم الإخبارية أمس : يبدو أن هناك قرارا لجهات إقليمية وعربية بنقل المعركة الى لبنان ومحاولة توجيه رسائل بأكثرمن اتجاه، مضيفا أن اغتيال "جمو" يأتي في سياق إرسال رسالة مزدوجة للموالين للنظام في سوريا بأنهم ليسوا آمنين في لبنان. ويؤكد المراقبون أن مقتل الصحفي محمد جمو يمثل فصلا من فصول مسلسل إبقاء لبنان في جو متوتر متنقل من منطقة إلى أخرى لجر هذا البلد الى مكان غير آمن ارتباطا بما يجري في سوريا. ويحذر المراقبون من أن هناك خللا أمنيا يمتد في لبنان من البقاع إلى الصرفند وكل الأراضي اللبنانية، وإذا ما استمر على هذا المنوال فإنه يمكن أن يأخذ بلبنان إلى ما لا تحمد عقباه، ويؤدي الى تداعيات أمنية قد تطال كل اللبنانيين. وأدان حزب الله جريمة اغتيال محمد جمو في بلدة الصرفند في جنوب لبنان، وأكد أن "هذه الجريمة تزيد القناعة بأن يد الإجرام التي ترتكب المجازر في سوريا لا تفرق بين من يقاتل في ساحة المعركة وبين من يناضل بالكلمة والموقف"، ولفت إلى أن "ذلك يدل على العجز الذي تعاني منه الجماعات التي تقف وراء القتلَة عن مقارعة الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق ". وأشار حزب الله في بيان له إلى أن "هذه الجريمة مؤشر على النفس الإلغائي والنهج الإقصائي الذي يحكم جماعات العنف والإرهاب التي تدعي العمل من أجل العدالة والحرية"، وأكد أن "هذه الجماعات تعمل على خنق كل صوت حر لا يتلاءم مع مصالحها ورغباتها"، وشدد على أن "هذه الجريمة الإرهابية الخطيرة التي لا تمت إلى الدين والأخلاق بأي صلة"، مؤكدا أن "المناضل محمد جمو بقي صوتا صادحا بالموقف الحر وبالكلمة الصادقة". اخبارمصر-البديل