دعا اليوم الدكتور محمد مختار جمعة مبروك، مستشار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لشئون الدعوة، من على المنبر الأزهري، في خطبة الجمعة اليوم، إلى إيثار المصلحة العليا للوطن، على أي مصلحة فئوية أو حزبية أو شخصية. وحرص "مختار"، على دعوة جميع أبناء الوطن بلا استثناء إلى مصالحة وطنية حقيقية وشاملة على أرضية وطنية، لا إقصاء فيها لأي فصيل أو فئة من أبناء هذا الوطن، فالوطن ملك للجميع، وهو يسع الجميع. ودعا "مختار" إلى وحدة الكلمة، وجمع الشمل، مؤكدًا أن في ديننا الحنيف وتراثنا الفقهي وثقافتنا الأزهرية، ما يحتمل الخلاف والتنوع، يقول الحق سبحانه وتعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) (هود:118)، وكان الشافعي رحمه الله تعالى يقول: "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" وهنا مجال للحوار والنقاش والاستماع إلى الرأي الآخر ومناقشته وإنصافه، فالأقوال الراجحة ليست معصومة، والأقوال المرجوحة ليست مهدومة. وأكّد أن مصر الأزهر تظل الحصن الحصين، وصمام الأمان للحضارة الإسلامية، وأنها ستظل – بإذن الله تعالى- درع الأمة العربية وسيفها، وأنها محفوظة بحفظ الله لها، وما أفاءه عليها من ثروات مادية وبشرية، فهذا يوسف عليه السلام يقول لعزيز مصر: "اجعلني على خزائن الأرض"، ولم يقل اجعلني على خزائن مصر، فخزائن مصر هي خزائن الأرض، لو أحسنا استغلالها والإفادة منها، ورجالها خير أجناد الأرض، يقول نبينا –صلى الله عليه وسلم – "إن الله عز وجل سيفتح عليكم مصر فاتخذوا منها جندا كثيرا فإنهم خير أجناد الأرض، وإنهم في رباط إلى يوم الدين" مشيرا إلى أن مصر لم تهن يوما على أحد، فلا ينبغي أن تهون على بعض أبنائها. واختتم "مختار" دعواه بأن يحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء ومكروه، وأن يجمع كلمة أبنائها، وأن يوحّد صفهم، وأن يجعل مصر أمنا أمانا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين. أخبار مصر -البديل