عاد الدكتور حازم الببلاوى مرة أخرى إلى أروقة الحكومة المصرية باختياره رئيسًا للوزراء، بعد أن تولى بعد ثورة 25 يناير منصب وزير المالية ونائب رئيس الوزراء فى عهد حكومة الدكتور عصام شرف، والتى تقدم باستقالته منها بعد ثلاثة أشهر فقط، وبالتحديد فى 11 أكتوبر 2011 احتجاجًا على أحداث ماسبيرو. وأثار تولى الببلاوى رئاسة الوزارء آراء القوى السياسية المختلفة، حيث قال الدكتور أيمن أبو العلا أمين الشئون البرلمانية بالحزب المصرى الديمقراطى إن اختيار الببلاوى جاء فى محله؛ للعبور بمصر من هذه المرحلة الفارقة، خاصة أنه رجل اقتصادى من الطراز الأول، سيهتم بالملف الاقتصادى كما نادت جميع القوى السياسية، وسيقوم بإعادة بناء الاقتصاد الذى أفسده نظام الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن الببلاوى يمتلك خبرة كبيرة فى الشأن السياسي والاقتصادى بشكل عام. وأضاف أبو العلا أن الببلاوى تولى وزارة المالية من قبل، كما أنه شخصية لن يختلف عليها أحد حتى حزب النور، وعلى الجميع أن يتكاتف حوله للعبور بمصر من هذه المرحلة الانتقالية. وفى السياق ذاته أكد محمود فرج القيادى باتحاد شباب الثورة أن اختيار حازم الببلاوى لرئاسة الوزارء هو اختيار موفق؛ فهو الشخصية المناسبة لإدارة تلك المرحلة العصيبه التى تمر بها مصر، مشيرًا إلى أنه طالما سيحدث توافق بينه وبين كل القوى الثورية، فسيكون الأصلح بالطبع. وأوضح فرج أنه لم يكن هناك أحد يتوقع أن يكون الببلاوى رئيسًا للوزارء، وربما لهذا السبب تم التوافق عليه من حزب النور، قائلاً "أخيرًا يتوافق حزب النور على مرشح تتوافق عليه القوى السياسية". وأضاف أن الأزمة ليست فى الاختيار، ولكن الأزمة الحقيقية فى المشاكل الموجودة فى مصر وكيفية حلها، ومن سيتطيع تحقيق خارطة الطريق فعليًّا. ويختلف معهما أحمد إمام عضو الهيئة العليا لحزب مصر القوية، والذي أعلن أن "الحزب كان يتمنى أن يكون رئيس الوزراء شخصية سياسية، لكن الدكتور حازم الببلاوى شخصية اقتصادية مرموقة له خبرة سابقة فى ديوان العمل، نتمنى أن يساعد فى الخروج من الأزمة الحالية". وأضاف إمام "نحن نطالبه بالاستجابة لمطالب الثورة وأن يرسى مفاهيم العدالة الاجتماعية، وعدم الإقصاء"، معتبرًا أن الدكتور محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية بمساندة الببلاوى سيسرع بمسار التحول المدنى الديمقراطى للبلاد الذى تريده كافة القوى الثورية. ويرى الدكتور مختار غباشى رئيس الوحدة السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية أن اختيارالببلاوى كرئيس لوزارء هو اختيار صائب؛ حيث إنه رجل له تاريخه المعروف النقى إلى حد كبير، إلى جانب حياديته فى العديد من المواقف، وهذا يعنى إنه سيكون منحازًا لمصالح البلد بشكل كبير. وأضاف غباشى أن الببلاوى لم يكن مطروحًا ضمن الأسماء المطروحة من قِبَل القوى الثورية، كالبرادعى وزياد بهاء الدين وسمير رضوان وغيرهم "، وربما تكون هذه خطة الرئاسة؛ حتى تحرق كل الكروت للأشخاص السابقة وتأتى بشخص جديد يتوافق عليه الجميع فى البداية مثلما حدث مع الببلاوى، فهو المرشح الوحيد الذى توافقت عليه الأاحزاب الإسلامية. وأشار إلى أن الببلاوى سيسير على الخطى الصحيحة إذا ضمن كل القوى الثورية فى صفه، وبدأ بمبادرة صلح بين جميع الأطراف؛ حتى يبدأ مرحلة جديدة على صفحة ناصعه البياض، مشيرًا إلى أن الببلاوى فى الأصل رجل اقتصاد وسيقوم بإعادة التوازن مرة أخرى فى مصر من الناحية الاقتصاديةز وأكد أن المطلوب من الحكومة المقبلة أن تكون حكومة "تكنوقراط " تشارك كل القوى الثورية فى العبور من الأزمة الحالية، متنميًا له التوفيق.