أبدى مجلس الأمن الدولي قلقه البالغ حيال الأحداث في مصر، ودعت واشنطن وباريس الرئيس المصري، محمد مرسي إلى الاستماع لمطالب الشعب المصري، الذي خرج في مظاهرات حاشدة ضده منذ الأحد الماضي، مطالبًا برحيله وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جينيفير بساكي، إن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري شدد على أن الديمقراطية لا تعني فقط انتخابات، بل أيضا التأكد من أن أصوات المصريين مسموعة، مضيفة أن "كيري" قال: "هدفنا هو رؤية مصر بسلام ومستقرة ومزدهرة". ومن جانبها قالت "بساكي"، "غير صحيح أن الرئيس باراك أوباما حث "مرسي" على تنظيم انتخابات مبكرة، مؤكدة أن "أوباما" طلب من الرئيس مرسي إظهار أنه يستمع إلى قلق المصريين". وتابعت: " كيري اتصل بوزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، لبحث الوضع، رغم أن الأخير كان استقال قبيل الاتصال، موضحة أنه من المبكر القول ما إذا كانت واشنطن ستراجع مساعدتها العسكرية لمصر، المقدرة ب 1,3 مليار دولار سنويا، فهذه المساعدة يمكن مراجعتها في حال حدوث انقلاب عسكري بحسب القانون الأمريكي. ومن جانبها قالت رئيسة مجلس الأمن الدولي، السفيرة روزماري ديكارلو، إن جميع أعضاء المجلس يشعرون بالقلق إزاء الأحداث الجارية بمصر، وأنها لا تود الحديث باسم أعضاء المجلس في هذا الموضوع، ولكن من الواضح أن جميع الأعضاء يشعرون بالقلق إزاء الأحداث الجارية في مصر". ونفت رئيس المجلس بشدة في مؤتمر صحفي عقدته أمس، الثلاثاء، بمناسبة تولي بلادها رئاسة أعمال المجلس لشهر يوليو الجاري، أن يكون ملف الأحداث الجارية في مصر حاليا مطروحا على طاولة أعمال المجلس، قائلة إن ملف مصر غير مدرج على طاولة المجلس حتى الآن". كما دافعت عن موقف السفيرة الأمريكية لدي القاهرة "آن باترسون" من الأحداث الجارية في مصر حاليا، وقالت للصحفيين، إن الانتقادات الموجهة إلى موقف إلى "باترسون" في القاهرة لا أساس لها، فالسفيرة دعت مرارا جميع الأطراف في مصر للتهدئة، وأكدت على حق التظاهر السلمي، كما أن موقف واشنطن من الأحداث في مصر واضح للغاية، وهو مساندة العملية الديمقراطية، وكما قال الرئيس أوباما، واشنطن لا تؤيد طرفًا بعينه في هذه الأحداث". بينما قال وزير الخارجية الألماني، جيدو فيسترفيله أمس، الثلاثاء، إنه يشعر بقلق كبير لا يمكن إخفاؤه إزاء الأوضاع الحالية في مصر، وذلك في معرض رد الوزير على سؤال حول مهلة ال48 ساعة التي أعلنتها القيادة العامة للقوات المسلحة، أول أمس، الاثنين لجميع الأطراف؛ للتوصل لحل للأزمة، بحسب "الألمانية". وأعرب عن أمله في أن تسلك مصر عبر الحوار والحلول التوافقية طريقا تواصل به مصر مسيرتها نحو الديمقراطية، منوها "لكنني لا أستطيع أن أخفي أن الوضع في مصر والتقارير الواردة يسببان لي قلقا كبيرا". من جانبه دعا وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الرئيس المصري محمد مرسي إلى الاستماع لشعبه، معتبرا أن ما يحدث في مصر مقلق للغاية". وأضاف في تصريحات لشبكة "اي- تيلي" أمس، الثلاثاء، "عندما يكون هناك هذا الكم من المشاكل وهذا الكم من السكان الذين يعبرون عن رفضهم وعن قلقهم للوضع الراهن، عندها لا بد من أن تستمع الحكومة المصرية إلى الشعب، لا بد للرئيس مرسي أن يستمع إلى ما يجري". وتابع وزير الخارجية الفرنسي "تطالب فرنسا أن يكون هناك حوار، ولا يمكن أن تكون ردة الفعل غير ذلك"، لافتا إلى أن قسما كبيرا من الشعب المصري نزل إلى الشارع وأن عدة وزراء قدموا استقالاتهم". وأضاف "فابيوس" أن الوضع الاقتصادي تدهور بشكل مريع، ويفسر هذا وجود 15 مليون شخص في الشارع". وقال وزير خارجية النرويج، إسبن بارت آيداه، أمس، الثلاثاء، إنه قلق أيضا، وأن مصر يمكنها الانزلاق إلى أزمة خطيرة في حالة عدم تمكن جميع الأطراف المعنية التوصل إلي حل سياسي خلال الساعات القليلة المقبلة. وأشار إلى أن ما يحدث يكون له تداعيات مهمة ليس فقط على الوضع السياسي في مصر، ولكن على مسيرة الديمقراطية في المنطقة بأكملها. وأوضح أن الحكومة النرويجية أعربت مرارا عن قلقها منذ أن تولى الرئيس مرسي مقاليد الحكم في مصر، من عدم امتداد العملية السياسية لجميع الأطياف في المجتمع المصري وفقا لمبادئ الديمقراطية، مؤكدا أن بلاده تواصل مساندتها لمصر خلال هذه الفترة الانتقالية العسيرة نحو الديمقراطية. وجدد دعوته للتوصل إلى حل سياسي يرتكز على المبادئ الدستورية وقيم الديمقراطية؛ لأنه لن يستفيد أحد من اللجوء إلى أعمال العنف، مما يستلزم من الجميع تجنب العنف، مشددا على مسئولية السلطات المصرية في ضمان حماية المتظاهرين المدنيين السلميين، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.