بدأ في الخامسة عصر أمس الثلاثاء عدد من المسيرات بمختلف مراكز المنيا لقوى المعارضة أعقبتها مسيرات للتيار الإسلامي في السابعة مساءً، وظلت جميعها في إطار السلمية، إلى أن بدأت اشتباكات مفاجئة أثارت الفزع والاستنفار العام لدى المواطنين الذين أغلقوا جميع محالهم التجارية. خرجت مسيرات للتيار المدني مطالبة برحيل الرئيس في مراكز المنيا وسمالوط وبني مزار ومطاي أغلق خلالها عدد من المتظاهرين الوحدة المحلية لمركز ومدينة سمالوط بالجنازير، وفي مدينة المنيا احتشد الآلاف بميدان بالاس حاملين الأعلام واللافتات المنددة بحكم الإخوان، كما خرجت مسيرة بمركز بني مزار استقرت أمام جمعية الشبان المسلمين، فيما خرجت مسيرة مماثلة من أمام ميدان النافورة بمركز مطاي، وكان أبرز تلك الفعاليات مسيرة نسائية ببني مزار. وفي السابعة مساء أمس انطلقت مسيرات ضخمة بالآلاف نظمها التيار الإسلامي بجميع مراكز المحافظة، وكان أبرزها مسيرة ضمت عشرات الآلاف خرجت من أمام مسجد الرحمن بحي أبو هلال بمدينة المنيا، واستقرت أمام مبنى الديوان العام، وأخرى بمدينة ملوي انطلقت من ميدان مسجد العرفاني؛ لتقطع عددًا من الشوارع والميادين. المسيرات ظلت في إطارها السلمي إلى أن وقع اشتباك بين مؤيدي ومعارضي الرئيس بشارع الحسيني بمدينة المنيا؛ بسبب قيام شخص بتصوير مسيرة التيار الإسلامي؛ مما دفع عددًا من الشباب للتوجه نحوه ومحاولة الاعتداء عليه لولا تدخل العقلاء، وفور علم متظاهري التيار المدني أثناء احتشادهم بميدان بالاس بالقرب من مسيرة الإسلاميين بالواقعة، بدأت بعدها أعمال التراشق بالحجارة أعقبها تبادل لإطلاق الأعيرة النارية بين الجانبين؛ مما أسفر عن إصابة 23 شخصًا، فأطلقت قوات الأمن المركزي الغازات المسيلة للدموع بكثافة. وما إن تمكنت قوات الأمن من فض الاشتباكات التي استمرت علي مدار أكثر من ساعة، وبعد أن استقرت عشرات الآلاف من حشود التيار الإسلامي أمام مبنى الديوان العام، حتى عادت أعمال الكر والفر أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين بالقرب من قسم الشرطة. ومع اشتعال وتيرة أحداث العنف واحتدام الصدام المسلح وما أعقبه من إطلاق غازات مسيلة للدموع بشكل غير مسبوق بالمنيا، أغلقت جميع المحال التجارية، وفر المواطنون هلعًا وخوفًا، كما اضطر الأمن لإغلاق مداخل ومخارج الشوارع المحيطة بالأحداث، وتحولت المسيرات السلمية إلى حرب شوارع.