تناولت الصحف اليوم باهتمام انتظار الإخوان المسلمين موقف البيت الأبيض من الأزمة المصرية ورأيه فيها قبل القاء بيانه الرافض لمبادرة الجيش في منتصف ليلة أمس. وذكرت الصحيفة الفرنسية "لا ليبراسيو" أنه جرت محادثة هاتفية بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره المصري محمد مرسي مساء أمس، حيث أوضح أوباما أنه لا يمكننا أن نقدر ما يحدث في مصر بتظاهرات سلمية حينما نجده العدد الكبير من حالات التحرش الجنسي. كما تناول موقع "ديبكا" الاستخباراتي في تقرير له اليوم الضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدةالأمريكية علي قيادات الجيش المصري للحفاظ علي استمرار حكم الإخوان برئاسة "مرسي" في مصر، مشيرًا إلى أن رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية "مارتن ديمبسي" أجرى اتصالًا هاتفيًّا بنظيره المصري "صدقي صبحي" ليلة أمس.. غير أن تأخير الرئيس محمد مرسي بيانه لهذا الوقت حتى يأخذ رأي الولاياتالمتحدة والرئيس الأمريكي يثير تساؤلات حول العلاقات الخفية بين الإخوان المسلمين والولاياتالمتحدةالأمريكية، وليست الظاهرة القائمة على الانتقادات التي توجهها الجماعة لواشنطن. وفي هذا الشأن ذكرت صحيفة "لاكسبرسيو" في مقال لها في 14 أبريل الماضي نقلًا عن تقرير المؤسسة البحثية الأمريكية "بروكنجس" نشر في 2010 -أي قبل الثورات العربية-، والتي اقترحت صراحة على إدارة الرئيس أوباما تدعيم الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط وإعطائهم دفعة في بلادهم، لأنه هو التيار الأكثر شعبية داخل المجتمعات العربية، كما شددت المؤسسة البحثية على أن الإسلام السياسي لن يكون خطيرًا أو موجها ضد الولاياتالمتحدة، مشيرا إلى أن هذه الجماعات تخلت عن حلم محاربة الغرب، بل وأصبحت تصب اهتمامها على مجرى العمليات الانتخابية. وهذا ما يحبذه أوباما. ونشرت الصحيفة الأمريكية "واشنطن بوست" تقريرًا لها في 6 فبراير 2011 أثناء الثورة المصرية داعية المسئولين الأمريكيين إعادة النظر في علاقات واشنطن مع جماعة الإخوان المسلمين. وذكرت أن العالم العربي بعد الثورة العربية يتجه إلى تفضيل الحكم الإسلامي الذي عانى أثناء الحكم السابق، لذلك يجب على واشنطن التعاون مع السلطة الجديدة، فالإخوان المسلمين أقرب الجماعات الإسلامية نحو الإسلام العصري، كما أن النوايا والتصرفات الحسنة التي تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين نحو عدد من القضايا المقلقة للغرب مثل الإرهاب بالإضافة تقرب زعماء الجماعة من القادة الغربيين وسفراء الدول الغربية دفع الولاياتالمتحدة إلى التعاون وبشكل سريع مع الإخوان. ولفت الباحث الفرنسي المتخصص في الشئون المصرية "ايمانول ديبوي" في حوار له مع صحيفة "لو جاميديه" الفرنسية إلى أن الحكومة الأمريكية لما علمت أن الإخوان هم الأكثر فئة المرشحة للحكم، عملت على خلق ود ووفاق معها، فمنذ زيارة أوباما للقاهرة في 2009، طالب من الرئيس مبارك بتحرير المسجونين السياسيين من الإخوان المسلمين، وهذه هي بداية التفات الولاياتالمتحدة للإخوان. كما ذكر موقع "نيو اورينت نيوز" أن دولا عربية عملت على التقريب بين الإخوان المسلمين والولاياتالمتحدة وفي مقدمتها قطر وتركيا، مشيرًا إلى أن اول اللقاءات التي عملت على الوفاق بين الطرفين كان بحضور قطري تركي لتقريب وجهة النظر ووضع خارطة طريق لما بعد الربيع العربي.