سيطر الصمت على قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بعد بيان القيادة العامة للقوات المسلحة الأول الذي أصدره الفريق عبدالفتاح السيسي منذ قليل، ورفضوا التعليق على البيان، مشيرين إلى أنهم لن يردوا إلا من خلال البيان الذي سيصدره مكتب الإرشاد مساء اليوم عقد انتهاء اجتماعه، الأمر الذي يراه محلل سياسي أنه نتيجة الصدمة التي لحقت بهم لما حواه البيان من انحياز لمطالب الشعب التي تنادي برحيل الرئيس محمد مرسي عن السلطة. ورفض أحمد رامي، المتحدث الرسمي باسم حزب الحرية والعدالة الرد على أسئلة "البديل" لأخذ رأيه حول البيان وقال "اصبروا، فلا يمكننا ان نصدر أي تعليقات في الوقت الراهن إلا بعد دراسة وتحليل البيان جيدًا" الأمر نفسه تكرر مع أحمد دياب، عضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة، الذي طلب منا انتظار البيان الرسمي للحزب مساء اليوم، وكذلك المهندس أيمن عبد الغني، أمين لجنة الشباب بالحزب بالإضافة إلى أحمد عارف، المتحدث باسم الإخوان. الغريب أن حزب النور هو الآخر لازال يتدبر حاله في التعليق على البيان، حيث رفض سيد مصطفى، نائب رئيس الحزب التعليق قائلًا: لا يستطيع أحد الآن إصدار أي رأي شخصي دون الرجوع إلى القيادات، مشيرا إلى أن البيان سيصدر بعد مشاورة الدكتور يونس مخيون، رئيس الحزب للقيادات وإصدار البيان بنفسه. ويرى عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن رفض قيادات الإخوان التعليق على البيان أمر طبيعي، لأنه جاء صادمًا لهم بعد انحياز القوات المسلحة إلى الثورة بشكل كامل وتعهد الفريق السيسي بتنفيذ مطالبها. مشيرا إلى أن الجماعة وجدت نفسها في موقف محير بعد البيان الذي قضى على حكم الجماعة للأبد، لذلك وجدوا أن الصمت هو الأولى بالنسبة لهم لحين إشعار آخر حتى يجدوا مخرجًا مناسبًا من تلك الواقعة التي لن تنتهي إلا بالانتخابات الرئاسية المبكرة. كانت القوات المسلحة قد أصدرت بيانا رسميا منذ ساعات قليلة جاء فيه : "تمهل الجميع [48] ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذى يمر به الوطن الذى لن يتسامح أو يغفر لأي قوى تقصر فى تحمل مسئولياتها، وتهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاماً عليها إستناداً لمسئوليتها الوطنية والتاريخية وإحتراماً لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والإتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذى كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة".