قدم الرئيس مرسى خطابه امس بعد مرور عام على توليه الرئاسة بين أفراد جماعته ، لكنه كان خطاب مختلف عن خطاباته السابقة، وذلك لحالة الإحتقان السياسى التى يعيشها المواطن المصرى وبخاصة وسط الحشود التى تنتظرة بميدان التحرير وبعيدا عن دلالاته السياسية، فقد كانت له من الدلالات النفسية ما يكشف كثيرا من سمات شخصية مرسى وفقا لما يقوله أساتذة علم النفس ومحللين الخطابة . وفى هذا الشأن يقول دكتور هاشم البحيرى أستاذ الطب النفسى إن "خطاب مرسى بالأمس خطاب تخوينى للأخرين وللمعارضة وفلول النظام السابق ، مفكراً بجرائمهم كمحاولة منهم لإسكاتهم" ، مشيرا الى أن الخطاب من الناحية النفسية خطاب تناقضى يعكس ، التناقض الكبير الذى يعيشة مرسى بداخل نفسه حيث إنه كان ينتقض نظام مبارك ، لاستخدامه هذا الاسلوب الذى هو إستخدمة بالأمس . ويضيف البحيرى: "الخطاب فى كتاتبه جيدا جدا ، لكنه كلام مرسى الإرتجالى كان كلام مرتبك إنفعالى" .. مشيرا الى أن الرئيس مرسى استخدم أسلوب الجرأة بالحديث عن أشخاص بلطجية واخرين يتصلون به للفت الانتباه، وتكوين كريزما وهو شىء هام ليجعل الشعب يتعاطف معه وكأنه على تواصل بالجميع . وقال "حاول مرسى إظهار أنه يملك كاريزما خاصة بالتواصل مع الشعب ، مما جعله يتجه لإثبات ، وإظهار أنه يملك الشجاعة بقوله "انا رئيس الأعلى للقوات المسلحة للبلاد ". وأوضح أن مرسى حاول التطويل فى خطابه ليعطى إنطباع معين لدى المتسمعين إنه أخذ يتحدث عن خطابه وإنجازاته خلال فى ساعتين ، مما يجعل المواطن يتشتت فكريا فيفكر فى الأقوال الاخيرة عن الإنجازات والقرارت الحاسمة التى اتخذها . وأكد أن الأجزاء المرتجلة التى قالها مرسى ، من طابع إلقائها لها كانت مكتوبة له ، ان يقوم بعمل مداخلة فى الوقت ذلك ، وهذا ما يؤكد عدم ثقة مؤسسة الرئاسة. ومن جانبه قال دكتور إبراهيم على أخصائى الطب النفسى والتحليل النفسى السياسى بجامعة عين شمس أن خطاب مرسى بالأمس هو خطاب موجهه لفئة معينه ، مستنثينا المشاكل الموجودة على أرض مصر ، مشيرا الى أن إستخدام مرسى للأسماء معينة فهذا ليس من البرتوكولات السياسية للخطاب ، مشيرا إنه اسقط تلك البرتوكولات مع إستهلاك الخطاب لاكثر من 3 ساعات . وأضاف "إبراهيم " أن التحليل النفسى يتوقف على الملقى والمتلقى ، ومرسى هو الطرف الملقى الذى حاول يظهر نفسه إنه يخاطب جميع فئات الشعب وإنه مقرب ومحبوب من الشعب ، يتحدث باللغة العامية مثلهم ، يقول على نفسه محبوب وطيب وصبور . وأشار إلى ان المتلقى يتوقف إستقباله فربما يظن بعض المواطنين إنه خطاب جيد والاخر إنه سئ ، فمرسى فى ذلك الخطاب كان يلعب على عاطفة الشعب ،مستخدما الأساليب العامية التى لم نعتاد عليها من رئيس جمهورية لدولة كبيرة مثل مصر ومن ناحية أخرى قال دكتور عماد عبد اللطيف أستاذ تحليل الخطاب السياسى بجامعة القاهرة إن خطاب مرسي يعتبر خطاب فضائحي، حيث كان لأول مرة يأتي خطاب على المستوى الرئاسي به أحداث بأسماء فعلية في وقائع حقيقية، بغرض أساسي وهو انتقاد تلك الشخصيات والتشهير بها، وكانت جميع الأسماء تنتمي لنظام مبارك، وهو ما يمثلً جزء من الاستراتيجية الأساسية للخطاب وهي تقويض شعبية المظاهرات ضد الرئيس من خلال تشويه الخصوم. وأضاف "عبد اللطيف " إن خطاب الرئيس الذى إتسمر ما يقرب من ساعتين كان الأولى بالرئيس أن يخرج ببيان متلفز مدته ربع ساعة، أو خطبة حية في حدود النصف ساعة تتناول بشكل مباشر 30 يونيو، التي تعتبر الهدف الرئيسي من ظهوره، ولكن كان واضحا جدا أن اختيار الرئيس لخطاب حي هو محاولة لإحداث قطيعة مع شكل خطابات مبارك لتحجيم المقارنة بينهما، التي كانت تأتي بشكل بيانات وموجزة في لغة صحيحة، وتناولت قضية واحدة وهي التظاهرات خلال الثورة، رغم وجود بعض التشابهات العفوية منه في بداية حديثه بصفته مواطن، والتي تشابهت مع خطاب مبارك الثاني.