نصب من نوع جديد .. لجأ عامل إلى تزوير ثلاث بطاقات بالأحوال المدنية أحدهما بصفة المستشار الإعلامي لسفارة ليبريا، وتمكن من النصب على رجل أعمال بصورة أغرب من الخيال. الضحية انخدع في المستشار المزيف، بعد مشاهدته لبطاقته، وكانت الصدمة عندما خاطبت النيابة العامة لمصلحة الأحوال المدنية بالاستفسار عن صاحب البطاقة، وكان الرد أن هذا الرقم قام باستخراج ثلاث بطاقات بذات الاسم والرقم القومي. التقت "البديل" صباح أمس برجل الأعمال الضحية فرج محمد عبد الحميد (49 سنة - صاحب شركة مقاولات) بمنطقة مصر االجديدة، وقال: تعرضت للنصب من أخطر طرق النصب الإليكترونية دفعت كل ما أملك أنا وأسرتي، وهو مبلغ 12 مليون جنيه عن طريق شخص ادعى أنه المستشار الإعلامي لسفارة ليبريا. بدأت الحكاية عندما كنت امتلك قطعة أرض بمدينة 6 أكتوبر وأخرى بالطريق الدائري قمت بشرائها في عام 2006، وكانت مساحتها 47 ألف متر تقريبًا "اشتريتهم بتحويشة عمري لكي استثمرها لأولادي، وقمت بعرض القطعتين للمشاركة بالبناء بالنظام المتبع بالقاهرة وهو نظام المناصفة". فوجئت بشخص يدعى فاروق فراج وادعى أنه مدير تسويق في إحدى الشركات بدول الخليج، وأخبرني بأنه سمع من بعض الناس عن رغبتي في بناء قطعتي الأرض، وأن لديه شركات ترغب في العمل في مصر. في اليوم الثالث جاء لي هذا الشخص وآخر يدعى "عبد السلام عبد الرحمن" وادعى أنه المستشار الإعلامي لسفارة ليبريا، ويوجد معه بطاقة تحقيق شخصية مدون به الاسم والمهنة وجواز سفر، فأعطيته الأمان أنه يعمل في الخارجية والسلك الدبلوماسي، وأنه من عائلة مرموقة، وصعب علينا كمصريين أن أحدًا يعمل في هذا المنصب الرفيع ويكون مزور خاصة أن معه ما يثبت في بطاقة صادرة من الأحوال المدنية. جلس معي وأخبرني بأنه سيعرض الموضوع على رجال أعمال في الداخل والخارج، وأنه له علاقة قوية بحكم عمله في الخارجية. بعد أسبوعين أحضر لي مستثمر أجنبي إنجليزي الجنسية وقال لي: إن هذا المستثمر يريد أن يشاهد الأرض على الطبيعة واطلع على مستندات الملكية، وقال اترك الموضوع أسبوعين وسأبلغك بالرد. مر أسبوعين وأبلغني بالموافقة طبقًا للدستور المصري .. بدأت عملية النصب عندما أخبرني بأنه لابد من فتح حساب في لندن وقام عبد السلام بإرسال بياناتي إلى بنك "باركليز" فرع لندن، وبعد أسبوعين أبلغني بأنه تم فتح الحساب بهذا الرقم .. ولتفعيل الحساب لابد من تحويل 50 ألف إسترليني. قمت بالفعل من تحويل المبلغ من البنك العربي الإفريقي فرع ثروت، ثم عقب ذلك أحضر لي كشف حساب مدون به ال50 ألف إسترليني. أضاف: بأن المستثمر سوف يقوم بوضع 50 مليون إسترليني في حسابه الشخصي من أجل بدء المشاركة في مشروع بناء الأرض، وأحضر شهادات تفيد بملكية المستثمر لهذا المبلغ وأحضر ما يفيد بأن هذه الأموال خالية من أية شبهات. واستطر قائلاً: طيلة هذه الفترة لم أشعر ببوادر عملية نصب إلا عندما أخبرني بأنه لابد من عمل شهادات مثل التي قام بعملها المستثمر الأجنبي .. "ولكن لها رسوم". استفسرت منه عن مبلغ الرسوم الملطوب فأخبرني بأنه 11 مليون و500 ألف، وبالفعل قمت بتحويلهم من البنك العربي الإفريقي فرع المقطم إلى البنك العربي الإفريقي فرع القاهرة .. وكانت هذه إحدى نقاط الذكاء إلى هذا الشخص لكون التحويل داخلي بين أفرع البنك .. أما إذا تم خلاف ذلك والتحويل لفرع آخر لكان أخطر البنك المركزي .. وكان خطأي أنني قمت بتحويله لحسابه في هذا البنك. موت المستثمر في خلال هذا الشهر لم يأت المستثمر ومر الشهر الثاني أيضًا، وكانت الكارثة التي صدمتني حينما أخبرني قائلاً "المستثمر مات يا حج فرج"، في تلك اللحظة أصبت بمرض السكر والضغط لأن تحويشة عمري ضاعت هدر. طلب مني "عبد السلام" أن نسافر إلى لندن لكي نبحث عن المستثمر وبالفعل سافرت معه، وكانت مشكلتي أنني لا أتحدث الإنجليزية وقابلنا شخص وأخبرني بأنه محامي وسيقوم هو بالبحث عنه، وعقب عودتنا قمت بعرض الأوراق والشهادات التي أخذتها من "عبد السلام" على خبراء في البنوك وأخبروني بأنها مزورة وهنا اتهمته بالتزوير وقدمت فيه عدة محاضر. كانت المفاجأة عند مخاطبة النيابة العامة لمصلحة الأحوال المدنية للاستفسار عن "عبد السلام" كان الرد أنه قام بعمل ثلاث بطاقات بذات الاسم والرقم القومي وأحدهما بصفة المستشار الإعلامي لسفارة ليبريا.. والآن حكمت عليه المحكمة في الجنحة رقم 12346 /2012 بالسجن غيابي 3 سنوات مع الشغل، وقام النائب العام بإصدار قرارًا بمنعة من السفر، وقامت سلطات المطار بمنعه من السفر أثناء محاولته الهرب الأسبوع الماضي وهو الآن يعيش طليقًا .. أنهى فرج محمد عبد الحميد حديثه بسؤال لوزير الداخلية والنائب العام ووزير العدل، هل ستتركون اللصوص يعبثون في الأرض فسادًا ووقائع التزوير في الأحوال المدنية من المسئول عنها؟.