ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أمس الجمعة أن خمسة سجناء فى جوانتانامو بكوبا منتمون لطالبان قد يكونون المفتاح لنجاح المفاوضات التى سعت من أجلها طويلاً الولاياتالمتحدة مع طالبان. وأعلن متحدث باسم طالبان أول أمس الخميس فى قطر أن مبادلة السجناء الخمسة بالرقيب "بو بيرجدال" – سجين حرب أمريكى تم احتجازه من مسلحين منذ عام 2009 – قد يكون طريقًا لبناء جسور من الثقة لبدء محادثات سلام على نطاق أوسع. ويضم السجناء الخمسة اثنين من قادة طالبان يقال إنهما تورطا فى قتل الآلاف فى أفغانستان، ونائب سابق لمدير مخابرات طالبان، ومسئول بارز سابق لديه علاقات قوية بميليشيات متطرفة مختلفة، ووزير سابق متهم بأنه سعى إلى طلب المساعدة من إيران فى مهاجمة القوات الأمريكية، كما جاء فى الصحيفة الأمريكية. وقالت "نيويورك تايمز" إنه قبل أقل من شهر، كرر الرئيس "أوباما" فى خطبة له رغبته فى إغلاق سجن جوانتانامو، إلا أن مصدرًا مطلعًا على المناقشات الداخلية شدد على أن اى تبادل يخص المسجونين الأفغان لا ينبغى أن ينظر إليه كجزء من الجهود التى أمر بها الرئيس بغربلة السجن من المعتقلين ذوى العقوبات البسيطة. وقالت المصادر إن أى إفراج عن السجناء ليس وشيكًا، حيث تتطلب القيود تحويل إشعار للمشرعين قبل ترك أى معتقل ب30 يومًا، والإدارة لم تعطِ أى إخطار حتى الآن. وأشارت الصحيفة إلى أن معتقلي طالبان الخمسة بجوانتانامو يعتبرون من ضمن أبرز المتشددين بالسجن، وأنهم ضمن الخط الأخير للمغادرة. وأدت الظروف، التى نشأت من حكومة "أوباما"، للامتثال إلى القيود القانونية المفروضة من الكونجرس لمنع أى من المعتقلين من العودة إلى ساحة المعركة فى أفغانستان، إلى مغادرة ابتعاد طالبان عن المفاوضات. وكان أحد المشككيين الرائدين فى هذه الصفقة هو "هوارد مكيون"، عضو بالحزب الجمهورى فى كاليفورنيا ورئيس لجنة الخدمات العسكرية بمجلس النواب، حيث صرح "كلود شافين"، المتحدث باسم السيد "مكيون" أن عضو الكونجرس يريد أن يعرف خطط الحكومة للتأكد من أن الخمسة سيبقون تحت المراقبة. وأضاف "الرئيس (مكيون) لا يزال قلقًا للغاية من أن هؤلاء الخمسة لا ينبغى أبدًا السماح لهم بالعودة إلى الساحة مرة أخرى". وكانت تفاصيل ما تعتقده الحكومة حول قادة طالبان الخمسة السابقين قد تم الكشف عنها للعامة فى ملفات عسكرية سرية نقلت إلى "ويكيليكس" عن طريق الجندى "برادلى مانينج" – والذى تجرى الآن محاكمته عسكريًّا ويواجه عقوية السجن مدى الحياة إذا تمت إدانته، حيث إن الرجال الخمسة لم يتم تقديمهم للمحاكمة، كما أن نوعية ومصداقية الأدلة المقدمة ضدهم فى الملفات لم يتم اختبارها.