كرر القيادي الإسلامي السوداني وزعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض، حسن الترابي انتقاداته اللاذعة للحكومة، ملقيا باللوم على المواطنين العاديين المصابون بحالة من "اللامبالاة" وأكد الترابي في أولى محاضراته بالعاصمة القطرية الدوحة والتي نقل موقع "سودان تريبيون" كلمته فيها أن الحكومة السودانية التي يهيمن عليها حزب المؤتمر الوطني لا تحترم الاتفاقيات المحلية والدولية، مضيفا أن الفساد استشرى في صفوفها. وقال الترابي أن الخرطوم انتهكت السلطة الدولية من خلال الطغيان، مشيراً إلى تقسيم الخرطوم للمناطق وتعيين وإقالة حكام الولايات متى شاءت. كما انتقد الترابي تعامل الحكومة مع العديد من القضايا الرئيسية في السودان بما في ذلك الصراع في منطقة "دارفور" بغرب البلاد، وأكد أن النظام لا يهمه الوضع في المنطقة التي دمرتها الحرب طالما أنها لا تهدد قبضته على السلطة في الخرطوم. وأكد الباحث الإسلامي نفيه أي صلة بين حزبه والعدالة والمساواة المتمرد في دارفور "على حد زعم الخرطوم". وأشار الموقع إلى أن الترابي برغم انتقاداته اللاذعة إلا أنه حذر الترابي بشدة ضد انقلاب عسكري في السودان، قائلا أن عواقبه ستكون "كارثية". واعترف بأنه يتم كسر المعارضة، وقال إن الأحزاب السياسية غير قادرة على قيادة انتفاضة ضد الحكومة خاصة أن النظام يعرف كيف يدافع عن نفسه. وذكر الموقع تأكيد الترابي على أن التغيير قادم إلى السودان إما من خلال الوسائل السلمية أو من خلال التغيير الثوري على غرار ثورة أكتوبر 1964 في السودان وثورات الربيع العربي في مصر وتونس. وأشار إلى أن المعارضة في تلك الحالة سوف تقوم بصياغة دستور انتقالي لحكم البلاد في الفترة الانتقالية بعد سقوط النظام، قائلا أن ذلك سوف يؤدي إلى انتخابات دستورية لتحديد خيار الشعب، كما قال القيادي الإسلامي أن المعارضة لن تقبل حكومة وطنية في إطار النظام الحالي. وذكر تريبيون أن الترابي انتقد الشعب السوداني، قائلاً أنه أصبح غير مبال تجاه الظروف المحيطة به وغير مستجيب للحاجة إلى تحول سياسي وديمقراطي، كما انتقد القيادي الإسلامي وسائل الإعلام في السودان، مؤكدا أن النظام يستخدمها في الدعاية. وقال الموقع أنه منذ الاطاحة بالترابي في عام 1999، وهو واحد من النقاد الأكثر صخبا للحكومة وتم سجنه عدة مرات. وكان الترابي الحليف السياسي والديني الوثيق للرئيس عمر حسن البشير منذ انقلاب في عام 1989 التي كانت مقررة من قبل الجبهة الإسلامية الوطنية (الجبهة القومية الإسلامية) . ومع ذلك، دخل الرجلان معا في صراع مرير على السلطة بدأ في عام 1999. ومنذ ذلك الحين والترابي لا يخرج من السجن حتى يعود إلية مرة أخرى، ولكن أفرج عنه مع السجناء السياسيين الآخرين بعد اتفاق سلام بين الشمال والجنوب في عام 2005 ، ومنذ ذلك الحين والترابي من أشد منتقدي البشير وحكومته.