قضت محكمة جنايات جنوبالجيزة، برئاسة المستشار مصطفى سلامة، ببراءة اللواء حسن عبد الرحمن، رئيس جهاز أمن الدولة السابق، و40 ضابطًا من القيادات، في قضية فرم مستندات أمن الدولة المتهمين فيها بفرم وحرق وإتلاف مستندات وأرشيف أفرع الجهاز عقب أحداث ثورة 25 يناير، وقررت المحكمة إحالة الدعوى المدنية إلى المحكمة المختصة. و استمعت المحكمة إلى مرافعة المحامي محمد هشام للدفاع عن المتهم 26 الضابط بمقر مباحث أمن الدولة بالبحر الأحمر التي قال فيها أن سلطة الاتهام حاولت أن تثبت خلاف ما جاء بالأوراق، واشتمل أمر الاحالة على فساد التصور والاستدلال بأقوال الشهود، مشيرا إلى أن النيابة حرفت في شهادة مدير أمن البحر الأحمر، وحاولت أن تثبت من خلال أقواله بأنه لم يكن هناك حالة ضرورة لقيام الضباط بفرم المستندات، وذلك من أجل نزع المشروعية عن الفعل الذي قام به المتهمون، موضحًا أن هذا الكلام غير صحيح بالمرة. وأضاف الدفاع أن المتهم أقر فى التحقيقات بأنه فرم المستندات تنفيذا لتعليمات اللواء هشام أبو غيدة رئيس الجهاز، وذهب في مأمورية رسمية إلى الصحراء من أجل دفن المستندات في المدافن الخاصة بورزاة الداخلية، مصطحبا معه بعض العمال وسائق اللودر، لافتا إلى أن هذه الوسيلة الوحيدة التي كانت متاحه حفاظا على الأمن القومي. وقال اللواء حسن عبدالرحمن رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق خلال مرافعته عن نفسه أمام المحكمة : "يقف أمام عدالتكم نخبة من خيرة أبناء جهاز أمن الدولة والله على ما اقول شهيد". واضاف عبد الرحمن قائلا : "لقد كنا نتألم ونحن نقف وراء هذه القضبان نستمع إلى مرافعة ممثل الإدعاء وهو يصفنا بما ليس فينا، فقد كنا نؤدى عملنا بإخلاص وأمانة لا نبغى إلا وجه الله تعالى ومصالح شعبنا العظيم". وتابع عبد الرحمن : "لم نكن نعمل لحساب النظام أو حزبا أو فصيلا سياسيا، بل كنا نرفع راية مصرنا الحبيبة عالية خفاقة بين أجهزة الأمن فى العالم ويشهد بذلك القاصي والداني, وكنا نضع نصب أعيننا مصالح شعبنا العظيم، نرعى في ذلك أقصى درجات حقوق الإنسان بشهادة كافة المنظمات الحقوقية في العالم وفي مقدمتها منظمة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة، وبين يدي عدالتكم شهادة من منظمة الأممالمتحدة تؤكد ذلك". واستمر عبد الرحمن في الدفاع عن نفسه :"يكفينا شرفا نجاحنا بتوفيق من الله ودعم المواطنين الشرفاء في القضاء على بؤر الارهاب التي كانت تؤرق الشعب المصري بأكمله، ويكفينا شرفا نجاحنا في إخراج مبادرة تصحيح المفاهيم ووقف العنف التي شاركنا فيها رجال الأزهر الشريف وبعض قيادات التنظيمات الجهادية بالبلاد، وشهد بنجاحها العالم بأسره ونجحت هذه المبادرة في تصحيح مفاهيم عشرات الآلاف من الشباب ممن حاد فكرهم عن الدين الصحيح ليعودون إلى المجتمع شبابا صالحين". وأوضح ان كل هذه المؤشرات تؤكد أن ما تتعرض له المنطقة منذ احتلال العراق ليس من قبيل المصادفة والعشوائية، وإنما وفق سيناريو معد سلفا يتم تنفيذه بصورة محكمة يستهدف إعادة رسم ملامح المنطقة وفق أسس ومعايير دينية وعرقية من شأنها تحويل الدول العربية إلى دويلات صغيرة لصالح طموحات ونفوذ قوى إقليمية ودولية، وهذا المخطط يستهدف إفساح المجال لعناصر البلطجة لخلق حالة من الفوضى، وهذا لا يأتي إلا بالقضاء على جهاز الشرطة وعموده الفقري وعقله المفكر جهاز أمن الدولة.