نشر أرشيف الكيان الصهيوني اليوم، بمناسبة الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر 1973، عشرات الوثائق التي تتعلق بالجهود الألمانية خلال عام 1973 وتوسطها بين القاهرة وتل أبيب. وأشارت صحيفة " يديعوت أحرونوت" إلى أن الوساطة الألمانية انتهت بالفشل؛ مبررة ذلك باندلاع حرب السادس من أكتوبر، ومن ضمن الوثائق كانت الرسائل المتبادلة بين "جولدا مائير" رئيسة الوزراء الإسرائيلية حينها و"أنور السادات" الرئيس المصري وقت الحرب. وبدأت الصحيفة العبرية بوثيقة تتضمن زيارة "حافظ إسماعيل" كبير مستشاري الرئيس أنور السادات خلال شهر فبراير من عام 1973، لواشنطن ولقائه مع قيادات الحكومة الأمريكية التي أعقبتها زيارة "جولدا مائير" لواشنطن أيضا وعقدها لقاءات ومباحاثات سياسية هناك. ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أن إحدى الوثائق تناولت زيارة "ويلي برانت" مستشار ألمانيا لتل أبيب في شهر يوليو عام 1973، للتوسط بين مصر وإسرائيل، حيث التقى بعدد من القيادات الإسرائيلية، موضحة أن ألمانيا كانت تربطها علاقات وثيقة بإسرائيل خلال تلك الفترة. وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن زيارة "برانت" كانت في السابع من يوليو عام 1973 أي قبل اندلاع حرب أكتوبر بثلاثة شهور فقط، مشيرة إلى أنه التقى ورئيسة الوزراء الإسرائيلية لدراسة الوضع بين تل أبيب والقاهرة وصرحت "جولدا مائير" للمستشار الألماني قائلة " الحقيقة هي أن العرب لا يريدوننا هنا". وفي التاسع من يوليو عقدت "جولدا مائير" لقاء مع "ويلي برانت" طلبت منه نقل رسالة لمصر مفادها أنها ترغب في فتح قنوات رغبتها في فتح محادثات سرية معها. وكشفت الوثائق التي نشرها أرشيف الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع أرشيف الدولة عن مباحاثات عقدتها "جولدا مائير" مع "موشيه ديان" وزير الدفاع حينها يوم 10 يونيو، موضحة أن مصر كانت ركيزة المباحاثات الرئيسية، وطالبت "مائير" "ديان" بنقل رسالة للسادات بأنها ترغب في فتح محادثات سرية مع القاهرة، وأشارت إلى أن الرسالة تكون عبر "حافظ إسماعيل". وأوضحت "مائير"أن الهدف من عقد المباحاثات هو الاستماع من القاهرة عن الحدود، فأجابها "ديان" قائلا "وماذا العمل لو قال "إسماعيل" إن القاهرة ترغب في العودة للحدود السابقة، أي ما قبل 1967، فأجابته بأن هذا سيكون تمهيدا للوساطة الألمانية، وأوضحت "يديعوت أحرونوت" أن لقاء "جولدا مائير" سبق لقاء "ديان" ب "برانت". وأكدت الصحيفة العبرية أنه خلال لقاء "موشيه ديان" ب "ويلي برانت" لم يتحدثا عن الشأن المصري كثيرا لكن "ديان" ألمح له باستعداد تل أبيب عن تقديم بعض التنازلات. وعقب لقاء "ديان" بالمستشار الألماني عقدت "جولدا مائير" اجتماعا لوزراء حكومتها أخبرتهم بأنها طلبت من "برانت" أن يبلغ مصر رغبة تل أبيب في فتح حوار مع القاهر سواء معلنا أو سريا، وأعلنت له "إذا كان السادات يرغب في السلام فعليه الحديث معنا، وإذا كان يريد الحديث سرا فليتحدث معنا سرا". وتطرقت "جولدا مائير" خلال جلسة المباحاثات مع وزراء حكومتها إلي زيارة "فالتر شيل" وزير الخارجية الألماني للقاهرة، حيث أكد لتل أبيب أن "السادات" يرغب في التوصل إلي سلام دون الدخول في حرب، وأضافت أنها أجابت "حتى يومنا هذا لم نقل لعربي واحد لا أو أننا غير مستعدين للقاء. وأوضحت وثيقة أخرى أن "جولدا مائير" رافقت وزير الخارجية الألماني حتى مطار بن جوريون، وتحدثت معه أثناء الرحلة إلي المطار عن الوضع بين القاهرة وتل أبيب، واختتمت الوثيقة موضحة أن رسالة "جولدا مائير" وصلت ل "حافظ إسماعيل" عبر المستشار الألماني ليبلغها للرئيس السادات.