خصصت صحيفة " لوموند " الفرنسية مقالها الافتتاحي اليوم، حول ما يحدث في تركيا وتصاعد الأزمة من مطلب عادي إلى مطلب سياسي. وبدأت الصحيفة الفرنسية مقالها بطرح أسئلة حول هذه الأزمة الجديدة وسيناريوهاتها المستقبلية، هل نحن أمام "ربيع تركي" على وشك أن يولد؟ هل سيصبح ميدان التقسيم باسطنبول ميدان تحرير لتركيا، كما يقول بعض المتظاهرين؟. وتضيف الصحيفة، أنه على كل الأحوال، فإن هذه الاحتشادات التي انطلقت في الميدان الرئيسي بمدينة اسطنبول تمثل تحولا سياسيا خطيرا في تركيا. وترى الصحيفة أن هذه التظاهرات التي أطلقها مجموعة من المتظاهرين " المهمشين " - كما حب أن يصفهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان- كانت في البداية لحماية إحدى الحدائق العامة، تحولت إلى اتحاد ضد سياسة رئيس الحكومة التركي الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة التركية لقمع هذه التظاهرات. وتستطرد الصحيفة : من اليسار المتطرف وحتى اليمين، التف الجميع لإظهار الظلم المتراكم الذين تعرضوا له من قبل الحزب الذي يهيمن على السلطة منذ أكثر من عشر سنوات وحتى الآن، فعامة الشعب يثور يوم بعد آخر ضد أردوغان الذي يستغل الدين أسوء استغلال كواجهة له. وتذكر "لوموند " أن الحكومة التركية أنهكت الأحزاب اليسارية واليسار المتطرف والطلاب وكذلك المنظمات النقابية عن طريق القمع العنيف للتظاهرات خلال الفترة الأخيرة، يضاف إلى ذلك موجة الاعتقالات التي تقوم بها الحكومة ضدهم منذ بضعة أشهر تحت مسمى مكافحة الإرهاب. كما أن العلويين الأتراك لم يسلموا من المعاملة القائمة على التمييز من قبل حكومة أردوغان التي لا تعترف بخصوصيات عباداتهم والقائمة تطول وتطول. وتشير الصحيفة إلى أن الكل في تركيا اجتمع على انحراف رئيس الحكومة التركية نحو الاستبداد، وعلى أسلوبه الوحشي في التعامل معهم، وإصابته بجنون العظمة، وخدمة عشيرته منذ أن تولى عمدة لمدينة اسطانبول وحتى الآن أي ما يقرب من 20 عاما. وترى " لوموند " أن قبضة أردوغان الخانقة على السلطة دفعته للتخلص من كل معارضيه؛ فالجيش والجهاز القضائي والصحافة، المعارضون له في الماضي، أصبحوا بعد انتخابات 2007 و2011 أدوات لخدمته وخدمة حزبه. وانتقضت الصحيفة الفرنسية بتهكم : في الوقت الذي تشتعل فيه الاحتجاجات بميدان تقسيم، فإن القنوات التليفزيونية التركية تبث مؤتمر أردوغان حول مكافحة التبغ!!.