استقبل الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية، في دار الإفتاء المصرية، صباح اليوم الثلاثاء، وفدًا من بيت العائلة المصرية برئاسة الأنبا أرميا - سكرتير المجمع المقدس، والأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية، والدكتور محمود عزب - مستشار شيخ الأزهر للحوار. وضم الوفد عددًا من القساوسة ومشايخ الأزهر الشريف. أكد المفتي خلال اللقاء أن مصر عبر تاريخها لم تفرق بين أحد من أبنائها، فهم نسيج واحد، لا يحكمه إلا القانون الذي لا ينظر إلى مسلم أو مسيحي. وأضاف أن كل ما تشهده الساحة من توترات أمر مفتعل؛ لأن الواقع الذي عايشناه أطفالا، وعاشه آباؤنا وأجدادنا يؤكد ذلك، وعلينا أن نحافظ على هذه الروح الطيبة بيننا. وقال "علام" إن الأزهر الشريف بمؤسساته هو حصن مصر، فإذا قوي الأزهر قويت مصر، وإذا أصابه الضعف ضعفت مصر، ومنذ إنشاء دار الإفتاء، وعلى مدار ما يزيد عن 120 عامًا، لم تصدر فتوى تفرق بين أبناء الوطن الواحد، لافتًا إلى أن الأزهر الشريف كان طوال تاريخه - هو والكنيسة - مثالاً للامتزاج والتعاون من أجل رفعة مصر. من جانبه تقدم الأنبا أرميا - سكرتير المجمع المقدس والأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية، بالتهنئة لمفتي الجمهورية لتوليه مهام الإفتاء، وقال: "منذ دخول الإسلام إلى مصر وهي بلد تعددية يذوب فيها الجميع في كيان واحد، وكان لوجود الأزهر الشريف في مصر دور بارز لاستمرار هذه الروح لما يمثله من وسطية واعتدال". وطالب الأنبا أرميا الأزهر الشريف وفضيلة المفتي بأن يعود الأزهر لريادته في تولي مهمة التعليم في مدارس مصر؛ لأن غيابه عن التدريس في المدارس العامة والخاصة والكنسية قد أثر على المجتمع المصري. وأضاف أنه على ثقة بأن وجود علماء مستنيرين على رأس مؤسسة الأزهر مثل الدكتور أحمد الطيب، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ينشر الطمأنينة بين المصريين. وقال الدكتور محمود عزب - مستشار شيخ الأزهر للحوار، إن دار الإفتاء المصرية تقوم بدور كبير في مواجهة الفكر المتشدد، والفتاوى الشاذة التي تعكر صفو المجتمع المصري، مشيرا إلى أن الأزهر الشريف سيعمل عبر قناته التي سيطلقها قريبًا على مواجهة فوضى الفتاوى بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية.