بعد أن اعتاد المصريون النصب بشكله التقليدي، وجدنا أنفسنا نواجه نوعًا آخر، وهو النصب الإلكتروني، الذي زادت معدلاته بشكل غير مسبوق، والغريب في الأمر أن المتورطين معظمهم من المشاهير؛ فلم يسلم منه أحد على الرغم من أن فئة مستخدمي الإنترنت في الأساس هي المتعلمون بدرجات متفاوتة، وربما ترجع أسباب ذلك إلى وسائل إقناع أو مكسب يغري البعض؛ مما يجعلهم ينساقون وراء تلك المافيا، التي فرضت نفسها وخطفت الأضواء من التسوق التقليدي. وأوضح عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك أنه يجب تعاون الجهات المختلفة وإطلاق العديد من المبادرات لتوعية المستهلكين ومستخدمي شبكات التواصل الاجتماعى؛ ليكونوا فى مأمن من الغش التجاري الذى يحدث عن طريق الإنترنت. وأضاف يعقوب أن المستهلك يحتاج إلى حماية، سواء على المستوى الوطني أو الدولي، مشيرًا إلى أن المستهلك يمثل الطرف الضعيف في العملية التعاقدية، فالرغبة في الربح السريع دفعت العديد من التجار ومقدمي الخدمات لاتباع أساليب غير مشروعة للثراء السريع باستخدام وسائل الغش والخداع المختلفة. وتابع أنه بعد اتساع مستخدمي الإنترنت في مصر على وجه التحديد، بدأ يتبلور مفهوم الحماية الإلكترونية للمستهلك، والذي يعني الحفاظ على حقوق المستهلك وحمايته من الغش أو الاحتيال من شراء بضائع مغشوشة باستخدام أدوات شبكة الإنترنت التي تستطيع الوصول إلى كل مكان. وفي السياق ذاته أكد على عاطف عبيد، مستشار المركز الإعلامى لجهاز حماية المستهلك دور الإعلام والجهات الحكومية المختلفة في بذل المزيد من الجهد لإيصال الرسالة التوعوية الصحيحة للمستهلك وتثقيفه بالشكل الصحيح؛ حتى يستطيع معرفة السلعة الأصلية أو المقلدة التى تقدم عبر الإنترنت. وأشار إلى أن الجهاز من الصعب أن يقوم بعمل رقابة على الإنترنت؛ لأن هناك من يسوقون لمنتجاتهم من خلال صفحات على ال "فيس بوك"، وهذا خارج عنا، مضيفًا "نحن يجب فى البداية أن نعمل على توعيه عقل المواطن بشكل سليم وكافٍ، ثم نتحدث عن الرقابة؛ لأن دورها محدود جدًّا، فالاعتماد الأساسى على وعي المواطن". ودعا عبيد المواطنين للتوجه إلى الموقع الخاص بحماية المستهلك على الإنترنت؛ لمعرفة أساليب الحماية من تلك العمليات التى انتشرت مؤخرًا، مشيرًا إلى أنه إذا تسلح المواطن بالوعي واتخذ منه سبيلاً لحمايته، يمكنه أن يقلل بقدر الإمكان من إمكانية وقوع النصب عليه في الإنترنت. ومن جانبه قال الدكتور طلعت أسعد عبد الحميد ، أستاذ التسويق والإعلام جامعة المنصورة ، أن سبب هجر الناس للتسويق بشكله التقليدي ، هو البحث عن الربح السريع دون التحقق من المصدر ، لافتا إلى أن التسويق الشبكي ليس به اي اخطاء ولكن التطبيق الخاطيء هو السبب ؛ نظرا لما قام به البعض من جعل النصب جزء من عملهم ، عن طريق إستخدام كل أساليب التسويق لإظهار المنتجات بمميزات أعلى من الموجودة ، كما يكون تقليل السعر إلى النصف سببا في الإقبال على التعامل معهم . وأضاف عبد الحميد أن وسائل الإعلام لم تقم بدورها في التوعية ، ولم تتطرق إلى هذا الأمر منذ بداية التسويق الشبكي في مصر ، ولذلك تسارع الجميع في الحصول على الثروة عن طريق هذا المجال ، ولم نجد صحيفة أو قناة تتحدث عن ذلك إلا بعد حدوث القضايا ، وبعد سرقة المليارات والهروب بها ، وأوضح ان التسوق الإلكتروني له قوانين تحكمه في جميع بلدان العالم ، ولابد أن تسعى مصر للتعامل معهم وتطبيق هذا القوانين حتى نتجنب العواقب ، وحفاظا على المواطن المصري وحمايته.