استعدت بلدان العالم العربي وعواصمها، للاحتفال بيوم المتاحف العالمي، ويأتي في الثامن عشر من شهر مايو كل عام، منذ سنة 1977، بعد أن اعتمد المجلس العالمي للمتاحف بموسكو(ICOM)، تخصيص هذا اليوم للتذكير بأهمية المؤسسات المتحفية، باعتبارها مؤسسات تربوية وتثقيفية. تحت شعار "ذاكرة + إبداع: تغيير اجتماعي"، وبمشاركة عدد من المؤسسات التربوية والهيئات العلمية وأفراد من المجتمع، تبدأ إمارة الشارقة، عاصمة الثقافة الإماراتية، من خلال إدارة متاحف الشارقة، فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، خلال يومي الجمعة والسبت المقبلين، في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، الذي يفتح أبوابه لجميع أفراد المجتمع مجانًا، من الساعة الرابعة وحتى السابعة، وفي اليوم التالي من التاسعة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا. من خلال الاحتفالية التي تبدأ من الجمعة المقبل وتنتهي الأحد، تسعى إدارة المتاحف إلى التعريف بكنوزها المنتشرة، بمشاركة 16 متحف تابع لإدارتها، في دعوة لتسليط الضوء على ما تقدمه تلك المتاحف، كمؤسسات ثقافية تعليمية ترفيهية لمرتاديها. وتطرح على هامش الاحتفال مجموعة من المسابقات منها "أبهرنا بفيلمك القصير"، يصنع فيها المتسابقون فيلم قصير، يحكي عن إدارة متاحف الشارقة، ومسابقة "الكتابة الشعرية"، ويشارك فيها المتسابقون بكتابة شعر عن أحد مقتنيات متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ومسابقة "التراث الملهم"، لتصميم زي من وحي التراث الإماراتي. كما ستقام على هامش الاحتفالية، عدد من الورش والعروض المسرحية، كمسرحية "تراثنا بين الماضي والحاضر"، ومسرحية "العصر الذهبي"، وحلقة نقاشية بعنوان "المتاحف نقطة وصل بين الأجيال"، فضلًا عن إقامة معارض متنوعة، كمعرض الكتاتيب مقدم من مدرسة الإصلاح، ومعرض الكاميرات الحديثة والقديمة مقدم من متحف المحطة، ومعرض أدوات اليازرة الزراعية من متحف بيت الشيخ سعيد، ومعرض لوحات المشهد الحضري مقدم من متحف الشارقة للفنون. وفي مباردة لربط الأطفال بالمتاحف والمقتنيات، أعلنت الشارقة عن إطلاق شخصيتي "حمدان وعلياء" التي بدأت قصتهما مطلع 2008 ليكونا سفيري إدارة المتاحف لدى الأطفال، بعد إصدار سلسلة قصص بنفس العنوان في عدد من المتاحف بالإمارة، باللغتين العربية والإنجليزية. كذلك أعلن "مهند السياني" رئيس الهيئة العامة للمتاحف والمخطوطات باليمن، عن فتح المتاحف أمام الجمهور مجانًا، من يوم السبت وحتى الأربعاء المقبل، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف. بالإضافة إلى عدد من الفعاليات، منها إقامة معرض للمصندقات الخشبية، ومعرض تشكيلي للفنانة جميلة عباد جمعان، وكذلك معرض لشركة "توتال" الراعية للاحتفالية، والتي أهدت المتحف الوطني بصنعاء مولدًا كهربائياً. وتشارك الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالمملكة العربية السعودية، في الحتفال باليوم العالمي للمتاحف، بتنظيم الملتقى الثاني لأصحاب المتاحف الخاصة، في المدينةالمنورة، الذي يجرى تنظيمة كل سنتين في منطقة من مناطق المملكة، يومي السبت والأحد المقبلين، بالتزامن مع اختيار المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية. يهدف الملتقى الذي يجمع أصحاب المتاحف الخاصة في المملكة، مع مسؤولي الهيئة والجهات المعنية الأخرى ذات العلاقة، إلى تبادل الخبرات والتجارب بين أصحاب المتاحف الخاصة، والتعرف عن قرب على توجهات الهيئة تجاه تطوير المتاحف الخاصة وتقديم الدعم اللازم. أرسل الملتقى الدعوة إلى 131 من أصحاب المتاحف الخاصة، وقرر مناقشة أربعة محاور رئيسة هي "دعم المتاحف الخاصة، طرق وتقنيات العرض في المتاحف الخاصة، المتاحف الخاصة والوعي المجتمعي والسياحي، السلامة في المتاحف الخاصة، إدارة الزوار في المتاحف". وبعد أن كشفت وزارة السياحة والآثار العراقية، عن استعادة خمسة آلاف قطعة أثرية مسروقة، تحمل أرقاما متحفية من محتويات المتحف الوطني، قررت الاستعداد لتنظيم ندوة بمناسبة مرور 10 أعوام على تعرض المتحف لأعمال النهب، بالتزامن مع يوم المتاحف العالمي، الأحد المقبل . وقال قاسم السوداني، مدير دائرة العلاقات والإعلام في الوزارة، للصحف ووكالات الأنباء العراقية، إن الحفل يأتي لتذكير الرأي العام العراقي والعالمي بالجريمة النكراء، التي ارتكبها بعض ضعاف النفوس، الذين عبثوا بالإرث الحضاري العراقي، وبددوا ثروات البلد وهربوها إلى الخارج. أما البحرين، وبالتحديد من المنامة عاصمة السياحة العربية 2013، فبدأت من اليوم احتفالاتها، بافتتاح المعرض الدوري الرابع المشترك للآثار لدول مجلس التعاون، في متحف البحرين الوطني، والذي يستمر حتى 29 مايو الجاري، تعبيرًا عن القيمة الحضارية والمتحفية التي تتميز بها مملكة. تناول المعرض في نسخته الرابعة، حكايات المدن وتطوّرها وفقًا للمتغيرات الإنسانية والحضارية والبيئية، بعنوان "التطور المدني في الجزيرة العربية خلال العصور: تنوع ووحدة حضارية"، واستعرض في مساره البصري التطور العمراني لشبه الجزيرة العربية منذ عصور ما قبل التاريخ، وحتى الفترة الإسلامية، بتسليط الضوء على ظهور المستوطنات المختلفة على مر العصور، بالإضافة إلى استنباط التطورات الثقافية والاجتماعية لها. خلال المعرض، شاركت كل دولة خليجية بتقديم مدينتين أو مستوطنتين كمادتيّ عرض، بغرض إظهار مدى تطور وتنوّع هذه المستوطنات البشرية، فمن شأن هذا النّقاش أن يفتح جدليّات وأطروحات حديثة في المدن العربية الحديثة والتحديات التي تواجهها. في الكويت، تحتفي دار الآثار الإسلامية، بعد غد السبت، بيوم المتاحف العالمي، متزامنًا مع اختتام موسهما الثقافي ال18، الذي تضمن فعاليات متنوعة من ألوان الثقافة المحلية والعربية والعالمية، من خلال عددًا من الأنشطة الثقافية من مسرحيات وموسيقى حية، ومسرحيات للأطفال باللغتين العربية والإنجليزية، تقام في "المركز الأمريكاني". ومن أبرز متاحف الكويت متحف طارق رجب، ويعرض مجموعة فنية إسلامية من المخطوطات القرآنية والمنمنمات والملابس والخزف والمعادن، ومتحف المؤرخ الكويتي سيف مرزوق الشملان، ومتحف بيت الكويت للأعمال الوطنية، الذي يوثق فترة الغزو العراقي على الكويت في تسعينات القرن الماضي، بالإضافة إلى المتحف المتخصص في الآثار الإسلامية بدار الآثار، الذي أنشىء أوائل ثمانينيات القرن العشرين، ويعرض تاريخ عشرة قرون من التاريخ الإسلامي، منذ حقبة صدر الإسلام وحتى أواخر القرن الثامن عشر. وعن المتحف الجهوي للمقاومة وجيش التحرير، بتازة المغربية، فقرر أن يخلد اليوم العالمي للمتاحف هذه السنة، تحت شعار "المتاحف.. الذاكرة + الإبداع = التنمية الاجتماعية"،لجعل المتاحف فضاء للتنشيط الثقافي والتربوي والتحسيس بالمواطنة الحقة، وليس فقط فضاءات جامدة تعرض التحف. بعد أن حصل على الجائزة الأولى في التنظيم والتنشيط الثقافي برسم هذا العام، من طرف المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. يشتمل المتحف على قاعة للعرض الدائم، تضم صورًا لملوك الدولة العلوية، ابتداءً من تأسيسها من طرف مولاي علي الشريف، ووصولًا إلى الملك محمد السادس٬وهي قاعة كبيرة مزودة بالإنارة وكافة التقنيات الحديثة للعرض المتحفي٬بالإضافة إلى خزانة للكتب وإصدارات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير٬منها٬على الخصوص٬موسوعة الحركة الوطنية للمقاومة وجيش التحرير٬ومجلة الذاكرة الوطنية٬وسلسلة وجوه من الذاكرة٬وبحوث جامعية ودراسات علمية حول المقاومة والحركة الوطنية٬وكذا العديد من الكتب والندوات الوطنية والتاريخية٬ونشرات وسلسلة أحداث وملاحم الاستقلال٬بالإضافة إلى نشرة التواصل وأشرطة وثائقية سمعية وبصرية واستجوابات وشهادات حية للمقاومين وأعضاء جيش التحرير. في هذا اليوم تحتفل كافة المتاحف؛ لإظهار أهميتها في تطوير المجتمع، باعتبار أن المتحف في العصر الحديث لم يعد فقط مجرد بيت لحفظ الكنوز التاريخية والتراثية والثقافية، بل أصبح مركزًا علميًا مهمًا، يسهم في نشر وإبراز المعرفة والعلوم، والتعريف بالتراث الإنساني في جميع المجالات.