يبدو أن النظام الحالي لا يضع على جدول إهتماماته صحة الأطفال، فعندما ثار الشعب المصري على نظام "المخلوع" مبارك، كان أحد الأسباب صحة المصريين، والأطفال، اللذين لم يكونا على جدول إهتمامته، ويبدو أن الثورة لم تأت بجديد، فرغم إهتمام جماعة الإخوان بالنشىء لتربيتهم داخل الجماعة على الطاعة والولاء، إلا انهم لا يهتمون بصحة الأطفال، خاصة فيما يخص ألبان الأطفال المدعمة. فقصة ألبان الاطفال المدعمة أزمة مستمرة منذ سنوات وخاصة لحديثى الولادة, ووزارة الصحة تؤكد على عدم وجود نقص بالعبوات المدعمة, بينما يؤكد أصحاب الصيدليات ان حصة كل صيدلية من ألبان وزارة الصحة هى 4 عبوات شهريا، وبالتالي يتم حجزها لمن له الأولوية ومن يسبق الآخر, وهي بالطبع حصة تكفي لطفل واحد. تقول أحد الامهات وهي أم لثلاث أطفال والتي التقت بها "البديل" أمام مكتب صحة بالجيزة :"ابنتي لم تكمل شهرها الثالث, ونظرا لظروف ولادتها القيصرية أصابتنى حالة من الإجهاد الشديد, ولأنها ثالث ولادة لي بهذه الطريقة فهي تحتاج لنوع معين من الألبان بجوار الرضاعة فما هو الحال اذا كنت لا أستطيع رضاعتها طبيعيا؟!". وتضيف : "ذهبت لمكتب الصحة خاصة بعد إصابة ابنتى بكسر في الجمجة، واخبرونى بانه لابد من الكشف علي أولا قبل ان يتم صرف العبوة، رغم تأكيد وزارة الصحة أن مكاتب الصحة تصرف هذه الألبان بشهادة ميلاد الطفل فقط، وليس للاستثناءات أو حالات خاصة, مؤكدة، رفض مكتب الصحة صرفه". وأشارت بإنزعاج : "هي حكومة قنديل عايزة تموتنا من الجوع، وكمان تموت أطفال رضع لا ذنب لهم في الحياة سوى انهم ولدوا في عصر الإخوان" فيما قالت الدكتورة نجوى العشري رئيس الإدارة المركزية للرعاية الاولية ل" البديل" :" هناك 40 ألف صيدلية على مستوى الجمهورية, وكل صيدلية لها نوعان من الألبان، اللون الأزرق وهو للأطفال فوق ال 6 شهور، والأخرى الأخضر وهي للأقل من ال 6 شهور، ومكاتب الصحة الموجودة على مستوى الجمهورية تصرفه للأمهات في حالات معينة، منها حالة التوأم أو وفاة الام أو إصابتها ببعض الأمراض قد تنتقل للأطفال, ويصل ثمن هذه العبوة إلى ثلاث جنيهات". وأضافت العشري : "ما يحدث الآن أن بعض الأمهات ليس لديها وعي كافي بالطريقة الصحيحة للرضاعة، والتي منها يتكون لديها لبن كافي لأرضاع الطفل، ومعظم الامهات تستسهل وترى ان الرضاعة الصناعية أسهل في حين أن لها أضرار تصيب الطفل عند الكبر، منها إصابته بالسكر والضغط والقلب وهي (الامراض الغير معدية ) أو يطلق عليها السارية، والكثير من الأمهات لا يعلمن أن الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من النزلات المعوية والحساسية الجلدية ،والأهم تقوية المناعة". وتنصح العشري الأمهات بإرضاع الطفل بعد الولادة مباشرة وهو ما يسمى "لبن السرسوب"، واستمرار الرضاعة عند طلب الطفل وعدم إدخال طعام آخر قبل الثلاث شهورالأولى من عمر الطفل إلا إذا نصح الطبيب بذلك". مؤكدة :"ليس معنى أن الوزارة قامت بتوفير لبن صناعي ومدعم أنه يتم الاستغناء عن الرضاعة الطبيعية, بالإضافة لوجود 120 مستشفى على مستوى الجمهورية وهي المستشفيات الصديقة للأم والطفل (عامة ومركزية وخاصة )، وهى تتبنى سياسة الرضاعة الطبيعية، ولكن نظرا لتغيير فريق التمريض الطبي حدث بعض التغييرات ويتوقف العمل بها أوقات كثيرة, بالإضافة إلى الزائرة الصحية التى تزورالام للإهتمام بها وإرشادها بعد الولادة، وإن كان ذلك يحدث أكثر في الريف من الحضر". وأشار الدكتور "محمد نور" مديرالإدارة العامة لرعاية الأمومة والطفولة بوزارة الصحة :"أن هناك 50 ألف صيدلية على مستوى الجمهورية حصة كل منها 12 عبوة شهريا، وهي ذات اللون الأخضر لأقل من 6 شهور، و6 عبوات لمن يزيد عمره عن 6 شهور، وفي الميزانية الجديدة طالبنا بالزيادة". وأضاف نور: "أن الألبان الموجودة بالصيدليات لا أهمية لها, والأهم الموجود بمراكز الأمومة والطفولة والوحدات الريفية, ولا يوجد بديل للألبان لمن هم أقل من 6 شهور، في حين من يزيد عمره عن ذلك يوجد بديل لأنه من الممكن أن يتناول طعام, موضحا، أن الدولة تتكفل ب 300 مليون جنيه للألبان كدعم سنويا وثمن العبوة 19 جنيه، في حين تقدم مكتب الصحة العبوة بثلاث جنيهات, والكثير لا يعلم ان هناك ضوابط للصرف بمكاتب الصحة بالوحدات الصحية، والألبان بالصيدليات مدعمة أيضا فتباع ب 17 جنيه، في حين يصل ثمنها إلى 45 جنيه". وأنهى نور حديثه ل" البديل" بالتأكيد على أن مخزون اللبن المدعم وصل إلى مليون و 953 ألف عبوة، وهى كمية تكفى 4 شهور على حد قوله.