صرح مفوض الأممالمتحدة لشئون اللاجئين، أنطونيو جوتيريس، في مقال له في عدد ربيع 2013 من مجلة كايرو ريفيو للشئون الدولية، أن الأطفال السوريون يمرون بصدمات نفسية عنيفة واضطراب نفسي خلال الصراع الحالي. وناشد جوتيريس المجتمع الدولي أن يعمل على إيجاد حلاً سياسياً لإنهاء الصراع ودعم دول الجوار التي تستضيف أعداد هائلة من اللاجئين السوريين. وأضاف أن إجمالي عدد النازحين السوريين وصل إلى 5.3 مليون نازح. يقول جوتيريس – والذي كان يشغل منصب رئيس وزراء البرتغال الأسبق – أن أزمة اللاجئين في سوريا وغيرها من الدول تعد واحدة من التحديات التي تواجه الشرق الأوسط خلال "فترته الانتقالية الطويلة والصعبة" بعد الربيع العربي. وعن اللاجئين السوريين يقول: "وضعهم غير مستقر على الإطلاق، وبدون وصول المساعدات - غير المشروطة – لمستحقيها، يزيد الوضع سوءاً كل يوم. تتزايد أعداد اللاجئين كل يوم، ممن يكون اللجوء هو خيارهم الوحيد للبقاء على قيد الحياة. معظم اللاجئين يعبرون الحدود في جوف الليل، بلا أي متعلقات سوى ملابسهم على ظهورهم. ويحكون بعد ذلك قصصاً مرعبة عن الجحيم الذي هربوا منه." صرح جوتيريس أن الصراع السوري تسبب في نزوح أكثر من أربعة ملايين شخص داخلياً، كذلكأكثر من1.3 مليون لاجئ ممن طلبوا اللجوء للدول المجاورة، نصفهم من الأطفال الذين تضرروا من الصراع بشكل خاص. "معظمهم فقد أبويه، أوإخوته، أو أصدقائه. كما رأوا منازلهم وأحيائهم تقصف، ومدارسهم تُدمر،" قال جوتيريس. "مستوى الصدمات والاضطراب النفسي – خاصة بين الصغار – مرعب. ورغم ما تقدمه المنظمات الإنسانية من مجهودات كبيرة، إلا أنه لا يمكنها تلبية كل هذه الاحتياجات على الوجه الأكمل، والمساعدة في شفاء الوصمات التي خلفتها الحرب على نفسية هؤلاء الأطفال. تم تشريد مئات الآلاف من الأرواح الصغيرة بسبب هذا الصراع، بحيث أصبح هناك جيلاً كاملاً في هذا البلد موصوم بالعنف والصدمات النفسية التي ستستمر لسنوات." وناشد جوتيريس المجتمع الدولي أن يوفر الدعم للدول المستضيفة لهذه الأعداد من اللاجئين. وقال "يتم استنزاف قدرات الدول المستضيفة بشكل خطير." وأضاف "كما يعتبر هذا النزوح الضخم مصدراً للقلق على استقرار المنطقة بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، تحتاج الدول المستضيفة دعماً دولياً قوياً للمساعدة على استقرار اقتصادياتها ومساعدة الحكومات على الحفاظ على سياساتها الكريمة في إبقاء الحدود مفتوحة. وهذا هو أساس حماية اللاجئين."