* القذافي يعتبر دعم فرنسا للمجلس الوطني تدخلا في الشئون الليبية .. والتليفزيون الليبي يدعوهم للحوار إعداد – نور خالد وكالات : قال المجلس الوطني الانتقالي الليبي اليوم إنه ليس هناك مجال لحوار موسع مع حكومة معمر القذافي وان أي محادثات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي. وكان جاد الله عزوز الطلحي رئيس الوزراء الليبي في الثمانينات وهو من شرق ليبيا ظهر في التلفزيون الحكومي وهو يقرأ كلمة موجهة لشيوخ قبائل مدينة بنغازي يدعوهم فيها لحوار وطني لوقف اراقة الدماء. وردا على سؤال عن هذه الكلمة قال أحمد جبريل المسؤول بالمجلس الوطني الانتقالي لرويترز إنه على معرفة وثيقة بالطلحي وهو شخصية محترمة في ليبيا كرجل وقف أمام القذافي إلا أنه أضاف أن المحتجين أوضحوا أن أي مفاوضات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي مشيرا الى أنه ليست هناك أي تسوية أخرى. وكان جاد الله عزوز الطلحي طلب من شيوخ قبائل بنغازي منح فرصة للحوار الوطني وحل الأزمة والمساعدة في وقف إراقة الدماء وعدم منح الأجانب فرصة لاحتلال البلاد ثانية. ولم تشر المناشدة إلى أي تنازلات قد تكون حكومة القذافي مستعدة لتقديمها. وقال المحتجون إنهم لن يقبلوا بأي شيء أقل من انتهاء حكم القذافي المستمر منذ أربعة عقود من الزمان. وحقيقة أن مناشدة الطلحي أذيعت في التلفزيون الحكومي تشير إلى أنها تحظى بتأييد رسمي. وحتى الآن لم يبد القذافي وأعوانه استعدادا يذكر للحوار ويصفون المحتجين بأنهم شبان مسلحون وقعوا تحت تأثير المخدرات ويتلاعب بهم تنظيم القاعدة وقوى أجنبية. وفي غضون ذلك، اتهم القذافي فرنسا ب”التدخل في الشؤون الليبية” كما اتهم مجددا تنظيم القاعدة بالوقوف خلف أعمال العنف الجارية في البلاد، وذلك في مقابلة مع قناة فرانس 24 بثتها صباح اليوم. وسئل القذافي عن إعلان فرنسا دعمها للمجلس الوطني الليبي الذي شكله الثوار المعارضون لنظامه في بنغازي فقال “هذا أمر مضحك، هذا تدخل في الشؤون الليبية” مضيفا أن الموقف الفرنسي “يعني التدخل في كورسيكا وسردينيا وبادانيا (في إيطاليا) وأن نعترف بها”. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن فرنسا “ترحب بإنشاء المجلس الوطني الليبي” الذي شكله الثوار المعارضون لنظام معمر القذافي “وتقدم دعمها للمبادئ التي يدعو إليها والأهداف التي حددها لنفسه”. واجتمع المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله ممثلون عن الثوار الذين يواجهون منذ 15 فبراير قوات القذافي، السبت في بنغازي وأعلن نفسه “ممثل الوطن الشامل لكامل مناطق البلاد”. وقتل سبعة أشخاص وأصيب خمسون آخرون بجروح الأحد في معارك دارت قرب قرية بن جواد التي تبعد خمسين كلم غرب راس لانوف في شرق ليبيا، على ما أفادت الاثنين مصادر طبية في مستشفى أجدابيا التي تقع على بعد 160 كلم غربي بنغازي. وأفاد بيان مستشفى أجدابيا حيث نقل معظم الجرحى إثر المعارك التي دارت الأحد بين قوات القذافي والثوار قرب قرية بن جواد، عن سقوط سبعة قتلى ونحو 52 جريحا. وقال شهود إن ما بين ستة إلى سبعة جرحى توفوا خلال نقلهم أو بعد وصولهم إلى بنغازي الأمر الذي تعذر التاكد منه. والقتلى والجرحى كلهم تقريبا من المتطوعين الثوار ويتحدر معظمهم من بنغازي. وكرر القذافي اتهامه للقاعدة بالوقوف خلف الاضطرابات في ليبيا وقال إن “قاعدة بن لادن عندها خطة وهناك خلايا نائمة في ليبيا .. ومجموعات صغيرة مسلحة من القاعدة تقتلنا”. وأكد “في النهاية إنها مواجهة مع القاعدة، مع الإرهاب الدولي” متسائلا عن الموقف الغربي “نحن متحدون في محاربة الإرهاب الدولي، كيف يحاربوننا حين نحارب الإرهاب الدولي؟” واعتبر أن “الذين يحملون السلاح الآن في بنغازي هم من القاعدة ولا مطالب لهم اقتصادية وسياسية .. ولا علاقة لهم بما يجري في بنغازي، إنه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي”. وبعدما اتهم الثوار بأنهم “يركبون موجة الإرهابيين” قال “إنهم يتكلمون والمسدس في رأسهم” محذرا من أنه “إذا انتصرت القاعدة، فهي لا تؤمن بالديموقراطية”. وقال إن القاعدة هاجمت “ثكنات عسكرية ومراكز شرطة وأخذت السلاح وقتلت الجنود والشرطة” مؤكدا أن “القتلى وقعوا عند بوابات الثكنات العسكرية وأمام مراكز الشرطة”. وقال إن القتلى “من مئة وخمسين إلى مئتين صوروها على أنها آلاف” واصفا الوضع في ليبيا رغم كل ما يجري بأنه “عادي”. وكانت الرابطة الليبية لحقوق الإنسان أعلنت الاربعاء في باريس سقوط ستة آلاف قتيل منذ بدء الانتفاضة في ليبيا بينهم ثلاثة آلاف في طرابلس فيما أعلن الأحد الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الاحمر قبل أسبوع عن سقوط 256 قتيلا و2000 جريح في بنغازي. واتهم القذافي “قنوات متآمرة” ب”قلب الحقائق رأسا على عقب عمدا” مؤكدا أن “الصورة كاذبة”. وحين سئل عن موقف الاتحاد الأفريقي قال “إن الأفارقة يتصلون بي باستمرار وعرضوا المجيء وقلت إن لا شيء يستدعي تكبير (تضخيم) الموقف”. وأضاف أن “الاتحاد الأفريقي سيبعث لجنة لتقصي الحقائق ليكشف للعالم أن ما ينشر عن ليبيا في الخارج كذب مئة بالمئة”. وعن الثوار قال إن “الشعب سيتعامل معهم” مؤكدا أن “الناس متعاونون في أي مكان يوجد مجموعات كهذه من أجل القبض عليهم”.