اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" النائب الأسير مروان البرغوثي أن الأداء في حركة "فتح" منذ المؤتمر وحتى الآن متواضع ودون التوقعات، ويراه الكثيرون من أبناء حركة فتح مخيبًا للآمال. وقال: إن "فتح" أمامها تحديات كبيرة وجسيمة عليها التصدي لها بشجاعة وحكمة وبسرعة وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال وإنجاز الحرية والعودة والاستقلال، وهذا يأتي من خلال سلوك الحركة كحركة تحرير وطني وليس سلوك حزب سياسي يقود سلطة تحت الاحتلال في ظروف معقدة. وجاء حديث البرغوثي خلال مقابلة من زنزانته بمناسبة مرور 11 عاما على اعتقاله، موضحا أن التحدي يتم وفقاًَ لاستراتيجية جديدة فاعلة ومتماسكة وشاملة مرتكزة على استمرار السعي لعضوية كاملة في الأممالمتحدة، وعضوية في كافة الوكالات الدولية، بما يشمل التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية، والعمل الرسمي والشعبي دوليًا لمقاطعة وعزل إسرائيل وفرض عقوبات دولية، واتباع سياسة شاملة لمقاطعة إسرائيل والاحتلال ومؤسساته من خلال مقاطعة اقتصادية تامة لكل البضائع الإسرائيلية ورفض أي تنسيق أو تعاون سياسي أو إداري أو اقتصادي أو أمني أو تفاوضي مع الاحتلال، والتمسك الفاعل بخيار المقاومة الشاملة بما في ذلك تفعيل وتوسيع دائرة المقاومة الشعبية على نطاق واسع وصولًا إلى مواجهة شاملة مع الاحتلال، والتحدي الثاني لحركة فتح هو إنجاز المصالحة الوطنية، أما التحدي الثالث فهو الإعداد بجدية ودقة لعقد المؤتمر السابع للحركة في صيف عام 2014 باعتبار ذلك استحقاق مهم جدًا ويعزز قوة وحضور الحركة والتحدي الرابع هو الإعداد الحقيقي والدقيق والديمقراطي لإنتخابات رئاسية وتشريعية ولعضوية المجلس الوطني الفلسطيني. يستحيل تفسير الصمت الدولي تجاه اعتقال النواب أكد الأسير البرغوثي أنه وفي الحقيقة يستحيل تفسير هذا الصمت الرسمي تجاه اعتقال النواب، مشيرا إلى أنها المرة الأولى في التاريخ التي يتعرض فيها نواب لشعب محتل لمثل هذا التنكيل والاعتقال والتعذيب والملاحقة أمام صمت دولي وأمام صمت فلسطيني لا يمكن تفسيره، فحكومة إسرائيل رفضت الإفراج عنه في صفقة التبادل، وكذلك في المفاوضات السابقة، وأضاف: "أعتقد وبكل صراحة أنه لم يبذل الجهد والضغط الكافي لإجبار الاحتلال للإفراج عني وعن الأسرى بشكل عام، قضية الأسرى لم تكن أولوية على طاولة المفاوضات طوال عشرين عامًا الماضية". ليس من العدل أن يبقى المناضلون 20 عاما في السجون بعد اتفاق أوسلو قال البرغوثي: إنه لم يكن من العدل أو من المنطق الوطني أن يبقى المناضلون عشرين عامًا في السجون بعد توقيع اتفاق أوسلو، وهي مأساة حقيقية بسبب قصور وإهمال القيادة الفلسطينية، ومع ذلك أن يأتي متأخرًا أفضل من ألا يأتي، ولكن هل يجب على خمسة آلاف أسير وخاصة ذوي الأحكام العالية والمؤبدات الانتظار عشرين أو ثلاثين عامًا حتى يتم المطالبة بإطلاق سراحهم؟ لقد حان الوقت للتعامل بمسؤولية وطنية مع هذه القضية الوطنية المهمة وأن يتوقف التعاطي الشكلي معها، ويجب أن يؤخذ قرارًا استراتيجيًا بانهاء هذا الملف وتحرير الأسرى جميعًا. البرغوثي: لا أعتقد أن هناك فرصة للوصول إلى السلام مع الحكومة الإسرائيلية وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" أنه لا يعتقد بأن هناك فرصة للوصول لاتفاق سلام مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، وما يريده رئيسها نتنياهو هو استئناف مفاوضات لا تسفر عن أية نتائج لتساعد على فك عزلته الدولية المتزايدة ولإرضاء ومجاملة الرئيس الأمريكي، ونتنياهو لم يعترف حتى الآن انه يمثّل قوة احتلال في الأرض الفلسطينية، ولم يعترف بحدود 1967، وبقرارات الشرعية الدولية، ولا يعترف بأي حق للفلسطينيين في القدس، ولا يعترف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، ويرفض إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، فما الذي يمكن التفاوض عليه مع نتنياهو في ظل رفضه الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية بحدها الأدنى الذي أقرته وكفلته الشرعية الدولية؟ زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة وأضاف معقبا على زيارة الرئيس أوباما للمنطقة، أنه لم يفعل شيء في ولايته الأولى، وزيارته لإسرائيل هي لتحسين صورته ولمخاطبة الرأي العام الإسرائيلي، ولتأكيد التحالف الاستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي ولتنسيق موقف مشترك ضد إيران وسوريا، والزيارة لم تسفر عن نتائج حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. الأوضاع داخل السجون في ظل استمرار الإضرابات وبيّن البرغوثي أن الحركة الأسيرة تعيش في حالة صراع مستمر وعلى مدار الساعة مع سلطات الاحتلال ومع مصلحة السجون، وهي تواصل جهودها للضغط والإفراج عن الأسرى وتحريرهم باعتبار ذلك الأولوية القصوى، كما تعمل على تعزيز وحدة الحركة الأسيرة وتنظيم صفوفها وتجاوز ما تركه الانقسام البغيض من آثار سلبية، ومواصلة النضال لتحسين شروط الحياة الإنسانية والإعداد بشكل دقيق لمعركة الإقرار والاعتراف بوضع جديد للأسرى وفقًا للقوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية باعتبارهم أسرى حرب ومقاتلين من أجل الحرية. وأضاف أن العام والنصف الماضيين شهد سلسلة من الإضرابات النوعية التي أدخلت الحركة الأسيرة في مرحلة جديدة من مراحل نضالها، وهي مصممة على مواصلة هذا النضال لتحقيق مجموعة من المطالب الأساسية خلال الأسابيع والشهور القادمة ويجري التنسيق بين مختلف السجون والفصائل تحضيرًا لهذه الخطوات. أقضي معظم وقتي في المطالعة والتعليم والتدريس الجامعي قال الأسير البرغوثي إنه منذ اختطافه قبل أحد عشر عامًا وبرفقته المناضل أحمد البرغوثي (الفرنسي)، مر بثلاث محطات اعتقال هي زنازين التحقيق في ثلاث مراكز للتحقيق وهي "المسكوبية" و"بيتح تكفا" و"المركز السري" لمدة تزيد عن 100 يوم، والمحطة الثانية هي العزل الانفرادي، والمحطة الثالثة العزل الجماعي الذي يتواجد فيه اليوم. وإشار إلى رفض سلطات السجون على دخوله السجون العادية بهدف إبقائه بعيدًا عن جموع الأسرى والتأثير فيهم، ومع ذلك يحاول التواصل، ويمضي معظم الوقت في المطالعة والتعليم والتدريس الجامعي، كما يقوم بين الفينة والأخرى بتعليم اللغات لبعض الإخوة وتدريس طلبة التوجيهي، كما يقوم بنشاطات ثقافية عديدة وحوارات حيث يتميز هذا القسم بوجود كافة الفصائل وعدد من القيادات والكوادر وتسود علاقات من التعاون والإخوة والعمل المشترك، ونعمل في كافة المجالات التعليمية سوية وبتنسيق كافة الخطوات النضالية معًا.