التطرق للحديث عن الانحلال الأخلاقي وصوره المختلفة في مصر، خاصة بين سائقي سيارات الأجرة، نجد أن الأسباب تؤدي إلى عدة عوامل مترابطة، متمثلة في التفكك الأسري والتفكك المجتمعي، ويشمل "القيم والعادات والتقاليد والتعليم والثقافة"، بالإضافة إلى غياب القانون، وهذا ما أكده خبراء نفسيين واجتماعيين الذين التقت بهم "البديل". قال الدكتور هاشم بحري- رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: "أن طائفة السائقين مثلهم مثل كل الناس، يتعرضون لضغوط شديدة في الوقت الحالي، كما أن الضغط لديهم متزايد. وأشار "البحري"، إلى أن زحمة المواصلات الحالية في مصر، والتي تقلل من قدرة السائق على الحركة، وتؤثر بشكل كبير على دخله اليومي، وما يؤثر أيضا على تسديد القسط الشهري للسيارة -إن وجد- مما يسبب له ضغط وتوتر، يجعله لا يستطيع أداء عمله بشكل جيد، وأيضا يجعله يحاول التخلص من هذا الضغط، من خلال "العدوان الداخلي" عن طرق تعاطي المخدرات. وأعطى "البحري"، مثالًا لذلك: أنه نتيجة للضغط النفسي لقلة الدخل اليومي، يضطر لتناول عقار الترامادول، للقدرة على تواصل العمل لساعات طويلة، لتعويض نقص الدخل؛ ويتمثل "العدوان الخارجي"، في الاشتباكات بالأيادي والألفاظ الخارجة والاعتداءات على الأخرين، ويرى "البحري" أن الحل في مواجهة هذه الظاهرة، هو تغيير الحكومة القائمة وإحضار متخصصون في رعاية شتى مشاكل الدولة. وقال دكتور حسنين كشك- أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للشئون الاجتماعية والجنائية، أن كل هذه الظواهر، كانت متواجدة قبل ثورة 25 يناير، ولكنها ازدادت بعد الثورة، خلال هاتين السنتين، وأشار أن معدل الزيادة يفوق المعدلات الطبيعية لهذه الانماط، من السلوك. وأضاف "كشك"، أن هذه الأنماط من السلوك، ترجع لأسباب كثيرة، منها الثقافة السائدة، التنشئة الاجتماعية ومدى تطبيق القانون، بشكل ملائم، وأشار إلى بعض الأخطاء الشائعة، التي تؤدي إلي بعض الاشتباكات على الطرق بين السائقين، منها حالات الوقوف المفاجيء أو الوقوف بنهاية وبداية الكباري، مما يؤدي إلى استخدام الألفاظ البذيئة والعنف البدني. وأكد أن هذه الأنماط السلوكية، يشجعها غياب القانون، أو مايسمى بالانفلات الأمني "المقصود" وليس خلل طارئ يتم علاجه، وأشار إلى أن معظم الحوادث، تكون نتيجة الأنماط السلوكية الخاطئة للسائقين، وأن ارتفاع معدل الحوادث في مصر، يرتفع عن أي بلد في العالم، مشيرًا إلى التعامل بأسلوب الرشوة، مع أمناء الشرطة، للسير في الاتجاه الخاطيء؛ لذلك يرى "كشك" أن تعاطى المخدرات، ليس وحده السبب الرئيسي في هذه المشكلة. وأضاف "كشك"، أن مواجهة ظاهرة الانحلال الأخلاقي بين سائقي سيارات الأجرة، هي مسؤلية الإعلام، من خلال تسليط الضوء على هذه الظاهرة، كما وجه اهتمامه إلى ظاهرة التحرش، وأيضا مسؤلية المجالس النيابية والقانون، وأكد على مطالبة الشرطة بتطبيق القانون، مثل إعطاء مخالفات صارمة والمنع من القيادة، ومراعاة عدم خدش حياء الطفل والمرأة والمجتمع بشكل عام، وعدم التمييز بين غنى وفقير، وأشار إلى أن حل هذه المشكلة يستغرق وقت من الزمن. أخبار مصر- البديل