أشارت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية إلى أن سوريا، في طريقها إلى أن تصبح أرضًا خصبة، ومثمرة للجهاديين من أفغانستان، أو العراق، وذلك وفقًا لبحث جديد توصل إلى أن 5500 انضموا إلى الحرب هناك في أقل من عامين. وتقول الصحيفة أن معظم من سافروا إلى سوريا من أماكن في الشرق الأوسط، أما من أوروبا حوالي ما بين 7 و 11 % ذهبوا إلى سوريا، مما يعني أن هناك المئات في سوريا الآن. وأخذت هذه المعلومات من مواقع جهادية ومئات التقارير الصحفية على مدار السنة، ووجد باحثون من الكلية الملكية البريطانية أن عددًا كبيرًا يأتي من بريطانيا، حوالي ما بين 28 و 134 مقاتل. وألمحت الدراسة إلى أن المقاتلين العائدين من سوريا إلى أوروبا يشكلون تهديدًا لأوطانهم عندما يعودون، رغم أن أقلية فقط تشارك في العمليات الإرهابية. قدم هارون زيلين في المركز الدولي لدراسات التطرف ورقة إحاطة نصح فيها الأجهزة الأمنية الأوروبية، بمراقبة الوضع عن كثب، وتتخذ تدابير حيال التعامل مع المقاتلين العائدين من سوريا. يقول البروفيسور بيتر نيومان مدير المركز "الناس الذين يعودون مدربون تدريبًا جيدًا وأشد خطورة، ولكن ينبغي أن نتذكر أنهم ليسوا جميعًا يقاتلون مع جماعات من نوع تنظيم القاعدة المهووسة بمهاجمة أهداف غربية، أو أمريكية". وفي محاولة لقياس المشاركة الأجنبية في الصراع، قدر باحثون أن ما يقدر بين 2000 و 5500 انضموا إلى قوات المتمردين ضد الجيش النظامي في سوريا، وأول دفعة وصلت إلى سوريا في منتصف عام 2011، وقتل ما يقدر بنحو 70 ألف في الصراع السوري. ويقول البروفيسور نيومان أن التركيز على مالي خطأ، القصة الحقيقية نجدها في سوريا وليس في صحراء مالي، فإذا أردت أن تكون جهاديًا، فسوريا هي أفضل وجهة لك، ويعلل البروفيسور بقوله "سوريا هي في قلب العالم العربي، والعدو أفضل، إن لم تكن مضطرًا للقتال في حرارة الصحراء".