نشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية تقريرا عن تصاعد التيار السلفي في ألمانيا، قائلة أن برلين لم تنج من خطر الغزو السلفي الذي بات يهدّد كيانها. فقد كشف مدير الشرطة الألمانية في ولاية هيسن، راينر باننبيكر، في مؤتمر صحفي، أن قوات الشرطة داهمت ثلاث مراكز لجمعيات سلفية ممنوعة عن النشاط في ولايتي هيسن وشمالي الراين، وألقت القبض على بعض الناشطين السلفيين. وتقدر الاستخبارات الألمانية عدد السلفيين على الأراضي الألمانية بنحو خمسة آلاف عنصر، وبدأ العدد يرتفع تدريجاً، من خلال المنشورات التي تهدد المسئولين الألمان وتطالب الحكومة بدعم الإسلام ومدّ المعارضة السورية بالسلاح. وأوضح التقرير أن ما لفت سلطات الأمن الألماني في عملية طبع وتوزيع المناشير والكتب الدينية باللغة الألمانية، التي بدأت في إبريل، هو قدرة هذه المراكز السلفية على الحصول على تمويل مالي فجائي سمح لها بطباعة 25 مليون نسخة من القرآن الكريم وتوزيعها مجاناً على المارة في كل أنحاء البلاد. وأشار باننبيكر إلى أنها عثرت بين المصادرات والتحقيقات السريعة التي أجرتها مع المعتقلين على معلومات خطيرة، أقلّها لائحة تخطيط لاغتيال عشرة سياسيين وشخصيات ألمانية، من بينهم المستشارة أنجيلا ميركل، ومحاولة تدمير البرلمان الألماني بطريقة مشابهة لتدمير مركز التجارة العالمي في نيويورك. وأضاف باننبيكر أن بعض المتهمين بالتخطيط لعمليات اغتيال المسئولين الألمان لا يزالون أحرارًا، وأن الشرطة عثرت أثناء عمليات مداهمة منازل بعض القياديين السلفيين في مدينتي بون وإيسن على أسلحة وعلى 600 جرام من المواد المتفجرة. وأشار تقرير الصحيفة اللبنانية إلى أنه بعد هذه المعطيات، ارتفعت نسبة السياسيين الألمان المطالبين بترحيل السلفيين وإبعادهم، وركّزت قنوات البرامج التلفزيونية أخبارها على هذا الخطر السلفي، وخصوصاً على الديمقراطية في أوروبا. وكانت السلطات الألمانية قد تساهلت في البداية حيال بادرة توزيع الكتب والمناشير على المارة، ولم ترَ فيها تعكيراً لأمنها، على اعتبار أن انتشار الدين الإسلامي كديانة تسامح ومحبة عامل إيجابي ومطلوب، وخصوصاً أن عدد المسلمين الإجمالي في البلاد يتجاوز خمسة ملايين نسمة، أي ما يعادل 5 % من مجموع سكان ألمانيا، وأن عدد السلفيين بينهم لا يتجاوز في أقصاه خمسة آلاف سلفي من مختلف الجنسيات. ويفيد مسئول دائرة الاستخبارات الألمانية، هانس غيورغ ماسن، أن هذا النشاط القوي للجمعيات السلفية على الأراضي الألمانية برز منذ أواسط العام الماضي وبعد مغادرة نحو 60 شخصية الأراضي الألمانية إلى مصر، حيث اتخذت مقرًا لنشاطها وشاركت في معسكرات تدريب عسكري انطلقت باتجاه سوريا والصومال وليبيا ومالي واليمن.