قطعا ليبيا ليست مصر وتونس..الشعوب اثبتت تفردها وابداعها قبولها للاختلاف والتعدد والتجاور وانماط التعبير حتى وهى تتحدث عن الأهداف ذاتها. لكن الأكيد إن القذافى هو حسنى مبارك وبن على وعبد الله صالح..هو نفس الشخص الملتبس على هيئة ملك فى السعودية أو البحرين أوالمغرب أو رئيس فى الجزائر أو جيبوتى . القذافى ليس استثناء ..ما الفارق؟..قتله لشعبه باستخدام الجيش؟..كلهم أرادوا وكلهم سيريدون ..فقط القذافى استطاع..وهم لو امتلكوا القدرة لما ترددوا . “الواد المجنون بتاع ليبيا” هو التجسيد الحى لذاوتهم التى نخرها جنون العظمة ..الذوات التى حاولوا وسيحاولون تزيينها بالكلمات المنمقة والخطب التى تدعى عدم الفهم الكامل والتصديق السرمدى للكذبات التى أطلقوها. القذافى هو هم جميعا خلف كواليس تسجيل الخطاب..هم تلك الازدواجية بين عرض الحوار أمام الكاميرا والأمر بقتل الشعب خلفها. ذوات بقبح القذافى وخرقه.. ماذا قال القذافى ؟ أنه موجود لأنه قائد الثورة؟..ألم يحدثنا أزلام مبارك عن أهمية بقاؤه لأنه قائد حرب أكتوبر. شن القذافى حربا على شعبه..وشن مبارك حربا نفسية قذرة عن طريق مخابراته فى كل بيت وميكروباص ومترو ليصل بالشعب إلى حافة الانهيار العصبى. حض على حرب أهلية لقمع المتظاهرين..ألم تكن تلك نوايا مبارك وعمر سليمان حربا بين مؤيدين يحملون السنج ومعارضين يحملون الأمل. وصف القذافى معارضيه بالجرذان ولم يصدق سوى أن محطمى الأصنام هم متعاطى حبوب الهلوسة..فالخروج على الحاكم الأعظم جنون يستلزم فقدان الإثارة..هل يرانا الحكام العرب بصورة أخرى؟..لا اعتقد. كلهم قالوا انهم سأمونا وهو عبر عنها دون فلتر الخطب “لو كنت مجرد رئيس للوحت بالاستقالة فى وجوهكم”. ارادوا حتى اللحظات الأخيرة أن يكونوا هم الثورة..وأن يشرعوا رغم فقدان شرعيتهم باسمها..ولسان حالهم”لم أأذن بالثورة بعد”..أوبترجمة القذافى “أعلنتها ثورة شعبية لأريكم كيف تكون الثورة”. ألم يحدثنا مبارك عن تاريخه وعن إنه كان شابا مثلنا مثل فعل القذافى .. خيرنا مبارك كالقذافى بين “بقاؤه”..و”الفوضى”..ولو استطاع ..لو وقف بجواره الجيش او جزء منه ..لخيرنا مثله بين بقاؤه والموت. ألم يخرج فى المرة الأولى مضطرا فقط لاثبات وجوده وإدارته للأمور لا لاقرار مطالبنا. ألم يخرج فى المرة الثانية ليقول أنه سيحيا ويموت على تراب وطن لم تسلم ذرة فيه من فساده؟. ألم يتجاهل أن ما يحدث مطلب شعبى استجاب له العالم مركزا على عدم قبوله “أى املاءات من الخارج”. فى ظنى إنهم لم ولن يصدقوا أنهم خرجوا مكرهين بإراداة الشعب ..فى ظنى أنهم فى مقاعدهم المحجوبة الآن تمنوا داخل انفسهم لو استطاعوا التشبث كالقذافى. لو مارسوا القتل بالجيش والحرب الأهلية كحيلة لم تتسنى لهم الفرصة لتجربتها قبل أن يرحلوا مجبرين والقذافى هو هم..تجسيد فضيحتهم الكبرى ..بدون مكياج ما قبل الخطبة..مهووسون مثله..بالقبح ذاته ..بالعجز ذاته..بالجنون ذاته ..فقط هم رغبوا ..وهو استطاع.