ذكرت مجلة "ذا ويك" البريطانية أن الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين وجدوا أنفسهم محاصرين ومعزولين على نحو متزايد بعد سبعة أشهر من الفوز بالانتخابات وسط احتفالات وتوقعات متفائلة. وعبَّرت في تقريرها عن دلائل تلك العزلة المتزايدة، قائلة: إن فريق المستشارين المساعد لمرسي، الذي أشيد به في البداية لما يضم شخصيات بارزة من مختلف الأطياف السياسية، تفكك خلال سلسلة من الاستقالات والإقالات بدأت بالعلمانيين والمسيحيين أواخر العام الماضي وانتهت مؤخرًا باستقالة أعضاء من حلفائه السلفيين. وتابعت: إن الليبراليين والكتلة المسيحية القبطية تخلوا منذ أَمَدٍ بعيد عن محاولة التعامل مع مرسي. والسلفيون منقسمون بشكل ملحوظ بين فصيل يقوم بمبادرات تجاه الليبراليين من أجل الضغط على مرسي، وفصيل آخر يضاعف دعمه لمرسي بلهجة حارقة وخطاب عنيف. وأشارت المجلة إلى أن مرسي بأيدلوجيته الإسلامية كان قادرًا في البداية على جذب قاعدة عريضة لدعمه في انتخابات العام الماضي عن طريق تقديم نفسه كوجه للإصلاح لمرحلة ما بعد الثورة، واعدًا بحل مجموعة من المشكلات الاجتماعية في أول مائة يوم. لكن النقطة الأهم هي تعهده بإدارة البلاد انطلاقًا من رؤية شاملة وليس أيديولوجية خاصة. وفي هذا الصدد، اعتبرت المجلة أن مجلس مستشاري الرئيس كان يلعب دورًا فعالًا في تقديم المصداقية على هذه النقطة الأخيرة، حيث كان من المأمول أن مرسي يمكنه عقد تحالف من المسيحيين والعلمانيين والإسلاميين المعتدلين والسلفيين. لكنَّ تفكك هذا الفريق الاستشاري الآن يرمز بأن مصر تسير بشكل واسع بعيدًا عن التوافق والحوار والوحدة وتتجه نحو التحزُّب والانقسام والعنف. وفي السياق ذاته، أوضحت المجلة البريطانية أنه في البداية كان يتم النظر إلى جماعة الإخوان المسلمين- الحركة الإسلامية ذات الانتشار والتأثير الواسع والتي ينحدر منها مرسي- بأنها الوحيدة القادرة على لمّ شمل البلاد، حيث أن رؤيتها الإسلامية المعتدلة بدت كأرضية وسطية مثالية بين الرؤية السلفية المتشددة المستوحاة من الوهابية السعودية وبين العلمانية لتسهيل انتقال مصر إلى الديمقراطية. وفقدت جماعة الإخوان مصداقيتها والكثير من التأييد الشعبي.لحزبية مرسي، لفصيل بعينه فضلًا عن وجود اختلافات أيديولوجية حقيقية وصعوبات اقتصادية مستمرة. ولفتت المجلة في ختام تقريرها إلى أن المصريين الذين خاطروا بأرواحهم في النضال من أجل الديموقراطية من المرجح انفصالهم عن العملية السياسية نتيجة الإحباط ونقص الخيارات الجيدة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية الجديدة شهر أبريل المقبل. Comment *