حالة من الفوضى تسود جمارك سفاجا بعد واقعة الاعتداء على الموظفين بالميناء من قِبَل مجموعة من الشيالين السبت الماضي بعد قيام موظف بالجمرك بتفتيش أمتعة أحد الركاب، واستخدامهم السلاح الأبيض لإرهابه دون تدخل من قوات الشرطة المكلفة بالحماية ،خاصة بعد تهريب مجموعة من الشيالين لبضائع وأثاث منزلي خارج الجمرك. وكشف خطاب مرسل من مدير عام جمرك سفاجا إلى مدير إدارة التفتيش بالمصلحة والذي حصل عليه "البديل" عن وجود قصور أمني بصالة الوصول بالميناء وعلى البوابات الخارجية للميناء بالشكل المطلوب؛ أسوة بباقي المطارات والموانئ، معتبرًا أن ذلك يؤدي في النهاية لإعاقة سير العمل، مشيرًا إلى قلة أعداد أفراد الأمن من قوات الشرطة على أبواب دخول الصالة المذكورة، الأمر الذي يؤدي لتكدس أعداد كبيرة من الركاب، ويجعل من الصعب السيطرة عليهم، واصفًا ذلك بأنه أشبه ب "سوق" عشوائي. وأضاف الخطاب أن ذلك يعد مناخًا جيدًا للبلطجية والشيالين لممارسة نشاطهم وأعمال البلطجة التي تتم على مرأى ومسمع قوة الأمن المتواجدة، مؤكدًا أنه بسبب كل ذلك لا يستطيع موظفو الميناء مراجعة الطرود التي تخرج من الجمرك والتي يتم تهريبها في النهاية، مطالبًا بضرورة مخاطبة مصلحة أمن الموانئ لتعزيزهم بقوات إضافية من الشرطة. وأشار الخطاب إلى أن أجهزة الكشف على الأمتعة معظمها معطل ومتهالك والجزء الضئيل الذي يعمل بطيء ولا يواكب السرعة؛ مما يجعل الموظفين عرضة للاحتكاك مع الركاب لاستغراق وقت كبير في إنهاء الإجراءات والفحص للأمتعة، كما أن أفراد الشرطة المتواجدين خارج صالة الركاب يسمحون بدخول أعداد كبيرة من الركاب وتدافعهم على البوابات دون التنسيق مع الموظفين بالصالة؛ مما يؤدي لزيادة أعدادهم وصعوبة السيطرة عليهم، خاصة وأنهم يخرجون من الميناء دون إنهاء إجراءاتهم أو فحص أمتعتهم؛ نظرًا لعدم وجود أفراد أمن على الفواصل والفتحات الخارجية لرصيف الميناء. وتم تسجيل تلك الحالات بالفعل. كما أن أعداد الشيالين بالميناء كبيرة سواء في صالة الوصول أو خارجه، واعتبر الخطاب أن دورهم يقتصر فقط على حمل الأمتعة من السفن إلى باب الصالة أو خارج الميناء دون دخولهم لصالة الوصول إلا في حالات استثنائية منها حمل أمتعة كبار السن أو السيدات فقط، واقترح إمكانية وجود 20 شيالاً على بوابات الدخول وبعد التنسيق مع موظفي الجمرك وقوات الأمن الموجودة، مع ضرورة توزيع نصف الشيالين على بوابات الخروج خلف الموظفين لحمل الأمتعة بعد انتهاء الإجراءات الجمركية؛ للحد من المشاحنات التي تتم فيما بينهم دومًا. كما لفت الخطاب إلى أنهم يتدخلون دومًا في عمل رجال الجمارك؛ نظرًا لأعدادهم، خاصة في تفاصيل الرسوم الجمركية المقررة على الأمتعة والواردات إلى الجمرك؛ ليثبتوا للركاب أنهم حريصون على مصلحتهم، بالإضافة إلى قيامهم بتحريض القادمين من الميناء على الموظفين وقيامهم بأعمال نصب وبلطجة للركاب من خلال إيهامهم بدفع رسوم إضافية لهم بحجة توريدها للجمارك. من جهة أخري تطرق الخطاب إلى البضائع الواردة من الكويت والتي يتعامل الميناء معها خلال يوم واحد في الأسبوع "السبت"، مشيرًا إلى أن تلك الواردات بالأطنان ومشحونة بنظام "البرادات" والتي تصل إلى 35 برادًا، والتي يصعب الانتهاء منها في يوم واحد، مطالبًا بضرورة التنسيق مع رجال الجمارك وقوات الشرطة ومندوبي مكاتب الشحنات لوضع آليات جديدة لتوزيع الأمتعة على 3 أيام بما يعطي فرصة للانتهاء منها وفحصها جيدًا، إلى جانب أنه سيوفر قدرًا كبيرًا من الحصيلة الجمركية للبلاد ويقلل الضغط على الموظفين. واقترح أنه في حالة عدم الموافقة على ذلك الاقتراح من الممكن إحالة تلك الواردات إلى إدارة الحركة بالميناء؛ لإنهاء الإجراءات الجمركية المقررة عليها عن طريق مجمع الوارد خاصة وأن تلك الشحنات مشحونة وليست مصحوبة مع الركاب. كما أنه لوحظ خلال الفترة الأخيرة قيام سائقي النقل الثقيل والبرادات الخاصة بالأمتعة بالدخول إلى ساحة ال "تربيتك" لإفراغ أمتعة ركاب آخرين في تلك الساحة المخصصة لإنهاء الإجراءات الجمركية لأصحاب السيارات الخاصة، معتبرًا أن ذلك يضطر العاملين بالميناء للعمل في صالتين دون صالة واحدة؛ مما يزيد من ضغط العمل عليهم؛ لقلة عددهم، مشيرًا إلى أنه تم مخاطبة شرطة الميناء أكثر من مرة بعدم دخول هؤلاء لتلك المنطقة ولكن دون استجابة. وأكد الخطاب أن إدارة الركاب تعاني عجزًا واضحًا في العمالة والتي لا تتجاوز 9 أفراد بالجمرك، مؤكدًا أن العمل بحاجة لمشرفين، بحيث لا تقل كل وردية عن 4 أفراد. من جهة أخرى أوضح مصدر بجمرك سفاجا (رفض ذكر اسمه) أن الميناء تعرض للشغب والبلطجة السبت الماضي علي يد الشيالين، مشيرًا إلى أنهم قاموا بتهريب معظم البضائع الموجودة به تحت تهديد السلاح والتي تصل قيمتها إلى أكثر من 400 ألف جنيه؛ بسبب دخول أحد واردات الكويت، مؤكدًا أن إيراد الجمارك خلال ذلك اليوم تجاوز 166 ألف جنيه، وهو ما سبب ضررًا بالغًا للميناء. وذكر أن الجمرك تقدم ببلاغات للمسئولين، إلا أنهم لم يحركوا ساكنًا، مطالبًا وزير المالية الدكتور المرسي حجازي وقيادات الوزارة بالتدخل لإنقاذ الميناء من تلك الأزمة، مؤكدًا أن معظم منافذ مصر سواء جمارك بورسعيد أو سفاجا أو السلوم وغيرها بحاجة لاهتمام الوزارة؛ حفاظًا على أموال الدولة وتأمين المنافذ من أعمال البلطجة. أخبار مصر – اقتصاد - البديل Comment *