قالت صحيفة "واشنطن تايمز" في مقالها الافتتاحي: إن أحداث الاشتباكات الدائرة في شوارع مصر الآن تدل على أن المصريين غير مستعدين للسماح للرئيس محمد مرسي باستبدال ديكتاتورية حسني مبارك بنسخته الإسلامية الخاصة به، وبجماعة الإخوان المسلمين. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس مرسي، لجأ إلى فرض حظر التجول على مدن القناة الثلاث التي كان العنف فيها أكثر قوة، خوفًا من أن يصبح ضحية لنفس النوع من الاضطرابات العنيفة التي أنهت عهد مبارك، مشيرة إلى أن المتظاهرين لم يستجيوا لتلك التدابير. ومن ناحية أخرى، دعت الصحيفة وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري إلى تهديد مصر بوقف المساعدات الأمريكية لها إذا لم تجلس الفصائل السياسية المتناحرة على طاولة المفاوضات سريعًا لوضع حد لأحداث العنف الدامية الجارية في البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن أحداث العنف تحول الربيع العربي لخريف في مصر، مما يهدد ما تبقى من استقرار هش في الشرق الأوسط، موضحة أنه مع وجود 20 طائرة مقاتلة أمريكية من طراز "إف-16" و200 دبابة طراز "إبرامز" جاهزة لتسليمهم إلى القاهرة، سيكون لكيري نفوذ وقدرة على التأثير في الاضطرابات في مصر. ووصفت الصحيفة سياسة الرئيس أوباما في الشرق الأوسط تجاه نتائج الثورة بأنها "ساذجة"، قائلة: إن ما يراه خبراء الرئيس بأنه تكرار لما حدث في التحول الديمقراطي السريع الذي اجتاح أوروبا الشرقية منذ أكثر من عقدين من الزمان، هو في الواقع أشبه بما يخشاه المراقبون الذين يصفونها بأنها ثورة ذات طابع إسلامي قد تنتج إيرانًا جديدة. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالإشارة إلى تحذير وزير الدفاع المصري، الفريق عبد الفتاح السيسي، من أن "استمرار هذا الصراع بين القوى السياسية المختلفة يمكن أن يؤدي إلى انهيار الدولة"، قائلة: إنه قبل أن تحدث تلك النتيجة المروعة، ينبغي على كيري المعين حديثا أن يوضح أن المساعدات الأمريكية مرهونة بالمفاوضات السلمية بين الرئيس المصري الإسلامي والجماعات المعارضة من أجل وقف العنف الدائر حاليا في البلاد. Comment *