مع تأزم المشهد السياسي المصري وتصاعد وتيرة الأحداث والاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين والتي نجم عنها المزيد من الشهداء والجرحي في المحافظات المختلفة وخاصة محافظتي "بورسعيد والسويس" يري عدد من المثقفين أن الخروج من المأزق الحالي يستلزم التعجيل بإجراء انتخابات رئاسية وإلغاء الإنتخابات البرلمانية القادمة وتشكيل جمعية تأسيسة لوضع دستور توافقي تتفق عليه القوي الوطنية المختلفة،مؤكدين أن السياسة التي تتبعها جماعة الإخوان المسلمين أدت الي لجوء التيار المدني الي العنف والقوة كوسيلة للحصول علي حقوقه المهدرة. ويقول الشاعر عبدالمنعم رمضان"الإخوان المسلمون يعتقدون أن الآلية الوحيدة لتحقيق الديموقراطية هي صندوق الانتخابات ويتحججون الآن بالشرعية ولكننا نقول لهم إنه لا شرعية لرئيس يكذب ويخلف وعوده فالديمقراطية تستوجب سحب الثقة منه وإعادة الانتخابات. وينتقد رمضان جبهة الإنقاذ الوطني ورموز المعارضة حيث قائلا "رموز المعارضة اعتادوا علي حشد الجماهير والإختباء وراءهم والآن تركوا الشباب الثائر بمفرده بالميادين، فالشباب الآن بلا أخوة أو آباء يوزعون المنشورات التي تقترح تعطيل المدارس والجامعات والإمتناع عن دفع فواتير الكهرباء وإجبار محطات السكك الحديد علي ألا تعمل وأصبح لديهم اعتقاد أنه بدون القوة لا يمكن إقتلاع نظام الإخوان"إنها حالة من السخط والغضب العام التي تسيطر علي المصريين هم الآن ناقمين علي سياسات الإخوان ولن يعودوا من الميادين إلا باستكمال مسيرة الثورة. ويتابع رمضان في انتقاده لرموز المعارضة قائلا "رموز المعارضة يتبنون خطابا تقليديا تجاوزه الشباب الثائر، لأنهم " المعارضة" ليسوا من أبناء الثورة بل يبحثون عن قيادة النظام وما يؤمنون به لا يتناسب مع اللحظة الراهنة فهم مصرون علي أن يكونوا قادة وزعماء. ويؤكد الكاتب والصحفى الدكتور أحمد الخميسي أن الشارع المصري الآن متجاوز بكثير لأزمة الحكم والمعارضة، واصفًا المطالب التي تقدمت بها جبهة الإنقاذ بالمتخبطة،ويضيف"أري أن الأزمة الحقيقية التي تعاني منها جماعة الإخوان المسلمين هي عدم الصدق فيما يقولون وما يفعلون فهم تعودوا علي الظلام والعتمة ولذلك لا يفضلون الوضوح وإذا تتبعنا سبب الأزمة الرئيسي نجده نتيجة لعدم صدقهم فمنذ البداية والرئيس مرسي يخلف وعوده، حيث وعد بتعيين نائب قبطي ونائب من المعارضة ولم ينفذ وشق مصر نصفين" نصف إسلامي، ونصف قبطي". وأضاف الخميسى،مرسى استمر في شق البلد بدستور لم تتوافق عليه القوي الوطنية بل وضعه لحماية جماعته وعشيرته وحتي الآن لم تطرح حكومته برنامجا واضحا في الاقتصاد أو التعليم كل هذه الأشياء جعلت الشعب المصري والشباب الثوار لا ينتظرون ما تمليه عليهم أجندة المعارضة بل عقدوا العزم علي مواجهة النظام الإخواني بمفردهم. وعن النظام الإقتصادي الذي يتبعه الإخوان يقول الخميسي "مصر أيام مبارك كانت تتبع النظام الرأسمالي أما الإخوان المسلمين فقد اتبعوا نظاما لم يتبع في أي دولة من دول العالم حيث عادوا بنا الي عصور التخلف وجلعوا الناس لا يجدون شيئا يعملون به سوي بيع السبح والبخور ويختتم حديثه قائلا "الإخوان المسلمون أعداء الثقافة والفن والحرية وأعداء الوطنية لأن المرتكز الرئيسي عندهم هو الدين ولم يفعلون شيئا حتي الآن سوي تكفير المسلمين وتهجير المسيحيين ودعوة اليهود بالرجوع الي مصر". " لابديل عن رحيل الإخوان" هكذا بدأت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت حديثها معنا قائلة" مصر الآن لا تحتمل قيام ثورة أخري لأنها متهالكة إقتصاديا ومجتمعيا ومؤسسيا وعلي كل الأصعدة فهي لم تشفي من أمراضها بعد ولكن إذا استمر هذا النظام الإخواني فستنتهي مصر نهائيا وتموت لأن الإخوان يخربون ويدمرون مصر علي مدار الساعة والرئيس مرسي مستمر في تجاهله واستهانته بأرواح الشعب المصري ومستمر أيضا في أخونة الدولة بالقهر والقوة وتمكين أهله وعشيرته من مفاصل الدولة سواء في مجلس الشوري، التعليم، الداخلية، المحليات كل هذه المؤسسات يتم أخونتها الآن. وتضيف ناعوت"مايحدث من جانب جماعة الإخوان المسلمين ليس جديدا علي تاريخهم الأسود فكتب التاريخ تؤكد علي تآمرهم مع الإنجليز ضد الملك ومع الملك ضد الشعب لأنهم يجيدون فن المؤامرات، وإذا كانوا يتحدثون عن شرعية الصندوق فأعتقد أن الشرعية قد سقطت و الشرعية الوحيدة الآن هي لصناديق الشهداء ولذلك أري أنه لا بديل عن رحيل الإخوان". ويتفق الشاعر زين العابدين فؤاد مع ناعوت في أنه لا بديل عن رحيل الإخوان حيث يقول " الإخوان لا علاقة لهم بتيسير الأنظمة والدول فهم جماعة منتفعة تهدف الي تحقيق مصالحها فقط حتي لو كانت هذه المصالح ثمنها دماء المصريين هكذا يقول تاريخهم ولا بديل الآن عن الإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة وإلغاء انتخابات مجلس الشعب وتشكيل جمعية تأسيسة لوضع دستور توافقي. Comment *