قالت جماعة الإخوان المسلمين إن النظام السابق قد ترك جميع المرافق في حالة مهلهلة يرثى لها، وكان كل همه السلب والنهب وتهريب الثروات وإفساد الضمائر، الأمور التي أدت إلى العجز عن التجديد والتطوير في جميع المرافق. وأوضحت الجماعة في بيان لها أن أخطر نواتج الإهمال كان في السكة الحديد وعدم توفير وسائل السلامة والأمان فيها، إضافة إلى أن غياب ضمير عدد من العاملين أدى إلى إهمال الصيانة والتقصير في مراقبة المزلقانات، متغافلين أن هذا التقصير والإهمال يودي بحياة كثير من الناس، وهو ما حدث في حوادث القطارات المتكررة التي ذهبت بحياة عدد كبير من أبنائنا المجندين وفلذات أكبادنا، إضافة إلى إصابة أعداد أكبر منهم في مصيبة فادحة. وأضاف البيان أن إهمال المحليات وحصار النقابات وسجن قياداتها حتى لا تقوم بدورها الوطني الفعال أدى إلى بناء أصحاب الضمائر الميتة عمارات شاهقة بغير ترخيص أو مراعاة للجودة وبدون إشراف كامل من مهندسين متخصصين، الأمور التي تؤدي إلى سقوط المنازل على رؤوس ساكنيها ، كما حدث في الإسكندرية. وتابع بيان الجماعة "هذه الحوادث كلها تدل على أن غياب القيم والمبادئ وتقوى الله والشعور برقابته تؤدي إلى خراب الدنيا، ومن ثم فلا بد من العمل على إحياء الضمائر والتربية الدينية والخلقية". وأشارت الجماعة إلى أن تلك الحوادث تدمي قلوبنا وتثير أحزاننا وتفرض علينا أن نتكاتف ونتعاون في سبيل إيقاف مسلسلها، قائلة "إن المصائب يجمعن المصابين، ولو كانت هذه الحوادث نتيجة لكارثة طبيعية لاستعنا في مواجهتها بالصبر الجميل، أما أن تكون نتيجة لفساد أو إهمال أو تقصير أو إجرام، فهذا ما يثير الغضب ويدعو إلى وقفة حاسمة". وطالب بيان الإخوان بتشكيل لجان فنية وعلمية لمعرفة أسباب الحوادث، مضيفًا "إن كان بعضها بفعل فاعل متعمد أو نتيجة لإهمال أو تقصير فلا بد أن تأخذ العدالة مجراها بأسرع ما يمكن وإيقاع العقاب المناسب لكل جريمة حتى يعتبر الآخرون". وأضاف "كذلك لا بد من لجان فنية وعلمية من المهندسين تقوم بفحص كل المباني التي أقيمت بغير ترخيص أو تمت بدون إشراف فني واتخاذ ما يلزم إزاءها؛ حتى لا تتكرر هذه الحوادث المؤسفة، وكذلك إعداد مساكن بديلة ولو مؤقتة؛ حتى لا يتضرر ساكنوها أو يصروا على البقاء فيها مهما كانت النتائج، حيث ليس لديهم مسكن بديل؛ مما يجعل المشكلة تتفاقم، ولا بد من عقاب كل من لم يحترم القانون، وكل من تساهل من الموظفين في تطبيقه أيًّا كان دافعه". وواصل البيان "رغم عمق الأحزان التي نتجرعها جراء فقد أخوة وأبناء أعزاء علينا سواء في هذه الحوادث أو في حوادث قتل ضباط الشرطة وجنودها وهم يؤدون واجبهم الوطني، هذه الجريمة التي يقترفها المجرمون والبلطجية ينبغي أن ينزل بهم أقصى العقاب حتى يأمن الناس وتستمر الشرطة في أداء دورها الوطني بلا معوقات، وتغدو مصر بلدًا آمنًا خاليًا من البلطجة والبلطجية، فإن ما يزيد هذه الأحزان مرارة أن تخرج علينا مجموعة من الإعلاميين والسياسيين شامتين في مصائب الناس والوطن، مستخدمين هذه الأحداث في الخلاف السياسي بطريقة لا تمت إلى الإنسانية والأخوة الوطنية والمبادئ الدينية في شيء، وكلها تعتبر الشماتة - حتى في مصائب الأعداء - من الخصال الذميمة". أخبار مصر – تقارير - البديل Comment *