في ذكرى ميلاد الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر نتأمل التاريخ ، من أحد محبي الزعيم ، ومعاصريه ليحدثنا المؤرخ المصري وأستاذ السياسة بجامعة حلوان د. عاصم الدسوقي ؛ الذي قال عن " عبد الناصر" : "إنه أقام الدولة الكفيلة ،التي تحقق مصالح الجماهير، دون أن يطلبوها بوقفة أو مظاهرة، فعند صدور قانون الإصلاح الزراعي لم يكن بناء على مظاهرة من الفلاحين ،لانه كان يشعر بمشكلات الفلاحين ؛مؤكداً أن افكار "ناصر" حيوية ،ومازالت صالحة لتفعيلها ، مدللا على قوله ب"رفع الجماهير صوره فى المظاهرات حتى الآن .. وعبد الناصر نفسه لم يكن يحتاج الى الثورة لتحقيق مصالح اجتماعية ،لأنه في عام 1952 كان ضابطاً في الجيش ،يمتلك سيارته الخاصة ومسكنه الخاص ، وما قام به كان من أجل الطبقة الوسطى والمهمشين وأبناء العمال والفلاحين ، وعندما جاءت قرارات التأميم وبناء القطاع العام ،ترتب عليها أن جميع الأبناء الذين تخرجوا من الجامعات والدبلومات التجارية والصناعية والزراعية أصبحوا يعملون في التجارة والقطاع العام، وما حدث لم يكن بناء على مظاهرة أو مطالبة ، وعندما أقر مجانية التعليم 1962 حتى الجامعة ،لم يكن قراره سوى لتلبية رغبة جماهيرية دون المطالبة بها . ويتابع "الدسوقي" : "هذا هو عبد الناصر ،الذي كان يرعى مصالح الجماهير، ويعرف مطالبهم ، لافتا الى انه لم تحدث مظاهرة أثناء حكمه تطالب بالسكن أو الخبز ، والمظاهرة الوحيدة التي قامت في فبراير 1968 ؛كانت احتجاجا على أحكام سلاح الطيران ،ووقتها استجاب "عبد الناصر"، وكان يقول الشعب يريد وأنا معه ،وقرر إعادة المحاكمة ، وأصدر أوامره لشعراوي جمعة يحذره من إطلاق الرصاص على المتظاهرين . ويضيف د. الدسوقي أن عبد الناصر أقام قوة الدولة الاقتصادية وبناها صناعيا وعسكرياً ضد الأهداف الإسترتيجية الأمريكية في المنطقة التي لا تريد أي أن تكون هناك أية قوة اقتصادية مستقلة وبهذا حرك ناصر الغرب ضده . وعن علاقة عبد الناصر بأمريكا التي أثيرت حولها جدالات واسعة قال "الدسوقى" ؛ لا توجد عداوة دائمة ولا صلح دائم ،لكن هناك مصالح متغيرة ،فهو في البداية كان يحاول أن يحيد أمريكا لتقف معه ضد بريطانيا ؛وهذا شيء مفهوم ولا يعني أنه عميل. وعن موقف عبد الناصر من معارضيه ،الذي وصل بهم في عهده إلى السجون ، يرى الدسوقي أن من حق أي نظام سياسي في أي تاريخ أن يحمي ثورته ضد أعدائه ، ومن يحاول خلعه . واختتتم "الدسوقى" حديثه عن "عبد الناصر" بقوله :" طالما هناك قطاع كبير من الجماهير في مصر وخارجها يرفعون صورة عبد الناصر في وقت الأزمات ؛فهذا يعني أن أفكاره حيوية ويحتاجها الناس الآن . Comment *