* محمود عاش – 31 عاما – أعزب .. واحتفظت بطاقته الشخصية وشهادة وفاته بلقب أعزب * رصاصة اخترقت رأس محمد من جانب لآخر .. والجهات الرسمية أصرت على أنه استشهد برصاصة في البطن! كتب – محمد كساب: بعد قيام قوات الأمن بتفريق المتظاهرين المشاركين في أول أيام الغضب في منتصف ليل 25 يناير الماضي، تركت الطريقة الوحشية التي فرقت بها وزارة الداخلية المظاهرة أثراً كبيراً في نفس الشاب محمود حسن الذي قرر حينها النزول والمشاركة في جمعة الغضب 28 يناير، كغيره من الشباب صناع الثورة الحقيقيين. عقب أدائه صلاة الجمعة بأحد مساجد منطقة دار السلام حيث يسكن خرج محمود يحدوه الأمل والعزم على مشاركة شباب مصر كفاحهم ونضالهم من أجل الكرامة والحرية .. سار الشاب الذى يبلغ من العمر 31 عاماً على قدميه من بيته حتى وصل إلى شارع قصر العينى المؤدى لميدان التحرير. كانت قوات الأمن تستخدم كافة الأساليب الوحشية لقمع المتظاهرين .. رصاص مطاطى وحى وقنابل مسيلة للدموع ضد آلاف المصريين الذين خرجوا فى هذا اليوم .. وأمام إصرارهم على وصول ميدان التحرير تراجعت جحافل الأمن المركزى وما أن تمكن المحتجين من الميدان حتى إلتفت هذه الجحافل الجريحة وأخذت تقذفهم بالرصاص الحى .. وقتها رأى محمود أحد الشباب يسقط أمامه لدى إصابته بجرح غائر فحمله ومشى به حتى أوصله إلى المستشفى الميدانى بجوار الميدان. ما حدث دفع محمود إلى الإصرار على الوقوف بجوار الكثير من الشباب الذين كانوا فى مرمى النيران .. سار غير مبال بها لا يهمه سوى أمل فى تحقيق حلم العيش بكرامة، إلا أنه سقط قبل أن يدرك حلمه الذى بدأت ملامحه فى التحقق بعد فترة وجيزة من مقتله بطلق نارى غادر إخترق رأسه من جانب لآخر ليسقط شهيد حلمه بغد مختلف ووطن حر خال من المستبدين والفاسدين وناهبي ثروات الشعوب . وعندما جاءت أسرته لتسلم جثته فوجئت بأن وزارة الداخلية قامت بإستخراج شهادة وفاة له مكتوباً فيها أن سبب الوفاة هو إصابته بطلق نارى فى البطن حاولوا أن يصححوا الأمر فقالوا لهم إما ان تحصلوا على الشهادة وإما لن بسمح لكم بدفن الجثة .. يقول مصطفى حسن شقيق الشهيد ل “البديل” إنه عندما إحتجت الأسرة على عدم تدوين السبب الحقيقى للوفاة، هددتهم وزارة الداخلية بعدم تسليمهم جثته مما إضطرهم للقبول مرغمين حتى يسارعوا بدفنه. وأضاف بأسى أن أخيه محمود ما أنهى تعليمه حتى أخذ يسعى للبحث عن عمل يساعده فى بدء حياته ولكنه لم يحظى بأى فرصة عمل، ما أثر على مجرى حياته فهو حتى قبل إستشهادته لم يكن قد تزوج بعد، ليقضى نحبه ويودع أحبابه بدون أن “يدخل دنيا” وكأنه قد كتب عليه أن يكتب فى بطاقته الشخصية “أعزب” ويستشهد وهو ما يزال أعزباً. استشهاد محمود دفع شقيقه لأن يحل محله لإكمال المسيرة التي بدأها .. مصطفى أكد ل “البديل” أنه لن يترك ميدان التحرير حتى يأخذ بثأر أخيه، مثله مثل باقى أسر الشهداء المتواجدين بالميدان وقال أنه لن يترك الميدان حتى يرى مصر حرة بدون فاسدين ومستبدين وناهبي ثروات .