نحتفل هذا الاسبوع بذكرى ميلاد أحد عباقرة دولة الإسلام وأحد اشهر العلماء المسلمين الذى سيظل دائما فى مقدمة العلماء سواء نتحدث عن مجال الطب أو الفلسفة . فهناك نوعان من الأطباء : النوع الأول أطباء فلاسفة مثل الرازى والنوع الثانى فلاسفة أطباء مثل الشيخ الرئيس أبو على الحسين بن عبدالله وكنيته " ابن سينا " الذى ولد فى مدينة " بلخ " وانتقل منها الى مدينة " بخارى " ابن سينا هو أحد ابرز علماء المسلمين .. فى عامه العشرين أتقن حفظ القرآن الكريم وألم ببعض علومه الشرعية وعلم الرياضيات انصرف بعد ذلك إلى التأليف والكتابة والاشتغال بالفلسفة والطب وكانت معظم مؤلفات الشيخ الرئيس باللغة العربية وكتب أيضا بعض كتبه بالفارسية وهى لغته الأصلية ومنها كتاب " النبض " ونشرت له جمعية التاريخ التركية كتابا تذكاريا ضخما فى " اسطنبول " علم 1937 بمناسبة مرور 900 سنة على وفاته ولابن سينا 223 كتابا توجد فى 56 مكتبة باسطنبول فهو من أبرز فلاسفة الإسلام فلقب " بالمعلم الثالث " بعد " أرسطو و الفارابى " وحاول أن يستفيد من علومه الدينية عن طريق التوفيق بين الفلسفة والدين ومن أمثال كتبه الفلسفية كتابى " الشفاء والنجاة " ويعد الشفاء موسوعة ضخمة نجد فيها معلومات دقيقة عن النباتات والحيوانات والمعادن والطبيعيات وكما كان ابن سينا فيلسوفا مفكرا فقد كان طبيبا حاذقا ولذلك يقول عنه " ابن خلكان " : عديم القرين فقيد المثل . ولابن سينا العديد من الإنجازات الطبية فهو يستدل على المرض عن طريق النبض – واستطاع أن يفرق بين الصرع والدوار ويرجع إليه الفضل فى اكتشاف الطفيلة الموجودة فى الإنسان المسماه " الانكلستوما " وأطلق عليها " الدودة المستديرة " وذلك قبل الايطالى " دوينى " ب 900 عام تقريبا استطاع ان يميز بين الالتهاب الرئوى والالتهاب السحائى الحاد ووضع وصفا لداء الفلاريا " داء الفيل " وانتشاره فى الجسم فرّق بين المغص الكلوى والمغص المعوى وصاحب الفضل فى علاج القناة الدمعية عن طريق إدخال مسبار معقم فيها أوصى بتغليف الحبوب التى يتعاطها المريض وقال إن العوامل النفسية لها تأثير بالغ على أعضاء الجسم ووظائفه لذلك ظل كتابه " القانون " العمدة فهو المرجع الأساسى فى تعليم الطب فى جامعات أوربا حتى أواسط القرن السابع عشر وأيضا له كتاب " أرجوزة فى الطب " يقع فى حوالى 1329 بيتا وهى بمنزلة ألفية بن مالك فى النحو هكذا كان الشيخ الرئيس ابن سينا أحد عباقرة دولة الاسلام ونحن الآن فى قمة الفرح ونحن نحتفل بذكرى ميلاده ونأمل من الله أن يدرس منهج ابن سينا مرة أخرى فى الكليات وأن يسلط الضوء على هذه الشخصية لكى يعرفها أطفالنا وتعود إلينا الريادة من جديد. [email protected] Comment *