يحتفل العالم بعيد الميلاد المجيد، الليلة ما يدفعنا لتذكر رحلة العائلة المقدسة، ومرورها العاطر عبر المحروسة، التى أوى إليها سيدنا "عيسى" صغيرًا. "ظهر ملاك الرب ليوسف فى حلم قائلاً: "قم وخذ الصبى و امه و اهرب الى مصر. وكن هناك حتى اقول لك. فقام واخذ الصبى وامه ليلا وانصرف الى مصر"(مت2 :13-14) حسب المصادر التاريخية القبطية ،ومنها ميمر البابا ثيئوفيلس (23)، من باباوات الإسكندرية، (384- 412 م)، كانت هناك ثلاثة طرق يمكن أن يسلكها المسافر من فلسطين إلى مصر في تلك الحقبة، لكن العائلة المقدسة حال مجيئها من فلسطين إلى مصر لم تتبع أيًّا من الطرق الثلاثة المعروفة، وسلكت طريقاً آخر؛ بقصد الهروب من شر الملك هيرودس ،فلجأت إلى طريق غير معروف، حتى لا يعثر عليهم جنوده. وخرج القديس، يوسف النجار، من فلسطين كما أمره الملاك، وخرجت معه السيدة العذراء، مريم، راكبة على ظهر حمار، وهى تحمل المسيح عليه السلام فوق ذراعيها. وأجمعت كل التقاليد الشرقية والغربية، على أن مريم العذراء ركبت حمارًا، وسار يوسف إلى جانب الحمار؛ ممسكًا بمقوده حسب المتبع عادة في المشرق. لم تكن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر بالأمر الهين، بل جاءت رحلة شاقة مليئة بالآلام والمتاعب، سارت خلالها السيدة العذراء حاملة المسيح طفلاً ومعها يوسف البار، عبر رحلة برية قاسية عبروا خلالها الصحاري والهضاب والوديان متنقلين من مكان إلى آخر، وواجها الحيوانات الضارية في البراري وخلال رحلتهم المباركة؛ وواجهوا تهديد القبائل في البراري، وأنتاب القلق السيدة العذراء، على السيد المسيح عليه السلام ،لتعرضه للشمس العاتية وبرد الليل القارس، وتقلبات الجو،مع خشيتها نفاذ الطعام والماء. وكانت زيارة السيد المسيح هي البداية الحقيقية لمجيء "مار مرقس الرسول" لمصر وتأسيس كنيسة الإسكندرية، حيث انتشرت العبادة المسيحية. "هو ذا يسوع راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها" أشعياء النبي في سفره الإنجيلي عن هذه الرحلة المقدسة. مرت العائلة المقدسة باماكن عديدة، ومنها "تل بسطا"، وهى من المدن المصرية القديمة ،وكانت تسمى مدينة الالهة. وتقع بجوار مدينة الزقازيق. ودخلتها العائلة المقدسة، وجلسوا تحت شجرة، وطلب الطفل المقدس أن يشرب فلم يحسن أهلها استقبال العائلة، ما أحزن العذراء، فقام يوسف النجار واخذ بقطعة من الحديد وضرب بها الارض بجوار الشجرة، واذا بالماء ينفجر من ينبوع عذب ارتوا منه جميعًا. ووقتها صدرت الاوامر الى العسكر بالبحث عن الصبى فى كل ركن من المدينة، والبحث عنه؛ وسمع "قلوم"، الذي أكرم العائلة، هو وزوجته أشد الكرم، بتدبير السلطات للقبض على الطفل، فنصح السيدة العذراء بالهروب من المدينة ليلاً، لقله نشاط العسكر. وفى المساء استعدت العائلة المقدسه لمغادرة المدينة. وزرات العائلة "البرلس" بعد ارتحالهم من "سمنود"، وواصلوا السير غربًا الى منطقة "البرلس"، ونزلوا فى قرية "شجرة التين" فلم يقبلهم أهلها، فساروا حتى وصلوا الى قرية "المطلع" حيث استقبلهم رجل من أهلها ، واحضر لهم ما يحتاجونه بفرح شديد. وزاروا مدينة سخا أثناء رحلتهم، وهناك شعرت العائلهة بالعطش ولم يجدوا الماء. وكان هناك حجر عبارة عن قاعدة عمود استوقف السيدة العذراء، فوضعت ابنها الحبيب عليه، فغاصت مشطا قدميه فيه، وانطبع اثرهما عليه. ونبع من الحجر ماء ارتوا منه. و بعد ارتحالهم من "سخا" عبروا الى الفرع الغربى للنيل، حتى وصلوا الى وادى النطرون "برية شيهيت"؛ وزاروا" دير المحرق"؛ الذي يقع منتصف أرض مصلر من جميع الاتجاهات، ويبعد 12كم غرب القوصية. ويشتهر باْسم "دير العذراء مريم"، وتعتبر الفترة، التى قضتها العائلة فى هذا المكان من اطول الفترات ،وتقدر ب "6 شهور و 10 اْيام، وتعتبرالمغارة التى سكنتها العائلة، اول كنيسة فى مصر بل فى العالم كله. وكانت "الفرما" المحطة الاخيرة، التى حلت بها العائلة، في سيناء، وهى موقع أثري في غاية الاهمية، وميناء مهم، ومركز تجاري؛ وتعتبر "الفرما" من مراكز الرهبنة. أخبار مصر العائلة المقدسة البديل Comment *