من اهم الفترات التاريخية فى عمر الامة الاسلامية هما القرنين الرابع والخامس الهجريين فقد شهدت تلك الفترة نشاطا ملحوظا فى الترجمة لعلوم الأعاجم وفى نفس الفترة تم تاليف العديد من الكتب التى اثرت العلوم الحديثة ومايزال الى الان يتم الرجوع اليها كاحد اهم المصادر فى علوم شتى وتقف أعمال أبن سينا نموذجا مثاليا فى هذا المجال بابدعاته العلمية وخصوصا الطبية منها ويعد مؤلفه "القانون" الذى يعكس لنا براعة ابن سينا فى التاليف الطبى ووضع المصطلحات العلمية وتوليدها وتعريفها. فمن هو ابن سينا ؟؟. هو فيلسوف وعالم وطبيب بلغ الغاية فى الفلسفة والطب وهو بحق كاتب موسوعى . واسمه أبوعلي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا ولد فى بلاد فارس فى شهر صفر سنة 370 ه بفرية أفشنة وببلوغه العام العاشر من عمره اتم ختم القران الكريم فى بخارى وظل بها حتى بلغ العشرين من عمره . وتعمق فى كافة العلوم الذى كانت نتيجته مؤلفات عديدة تتناول شتى الموضوعات فى مختلف العلوم ومن بين العلوم التي اشتغل بها ابن سينا (العلوم العقلية وتشتمل على كتب المنطق ومايلحق بها من كتب اللغة والشعر، والعلوم النظرية العلم الكلي، والعلم الإلهي، والعلم الرياضي، والعلم الطبيعي نحو: الطب، والعلوم العملية، وتشتمل على كتب الأخلاق، وتدبير المنزل، وتدبير المدينة، والتشريع) ولعل أهم مؤلفاته القانون في الطب وكتاب الشفاء الذى يعد من أشهر الكتب التي ألفها ابن سينا في الطب. فهو موسوعة علمية، وخلاصة للعلم اليوناني والعربي، وهو قمة ما وصلت إليه الحضارة العربية في فنون الطب تجربة ونقلا. ولم يهتم ابن سينا بالتأليف في الطب فقط، بل زاد عن ذلك شارحا لمؤلفات العلماء ، ومن العلوم التي ذاع صيته فيها علم الكيمياء، فقد شرح مؤلفات اليونان، والمسلمين في الكيمياء وعلق عليها. وجدير بالذكر أن اهتمام ابن سينا بالكيمياء نابع من علاقتها بعلم الطب. درس ابن سينا علم الكيمياء في كتابه المشهور الشفاء، إضافة إلى علوم أخرى تضمنها هذا الكتاب وهي: الفلسفة، والمنطق، والرياضيات. وقد ساعده فى نبوغه اتقانه لعدة لغات فكان يجيد اليونانية والعربية والسريانية اضافة الى الفارسية وباجادته لتلك اللغات اتقن علم الترجمة الذى اهله الى ان يجيد علم المصطلح وقد أغنى بذلك الثروة اللغوية للغة العربية، بمصطلحات طبية، وفلسفية، وكيميائية، ومنطقية. وقد تمكن ابن سينا من اشتقاق العديد من المصطلحات سواء كانت مصطلحات في أمراض السمع أو مصطلحات في الكحالة (أمراض العيون) وغيرها ، فحاول استغلال وسيلة الاشتقاق لإثراء اللغة العربية بمصطلحات طبية لم ترد في المعاجم العربية ، فعلى سبيل المثال لتلك المصطلحات فى امراض السمع (الصمم ويعنى التشوه الخلقي في تشسكيل الأذن الظاهرة و الوسطى ) . إن من يتأمل المصطلحات العلمية التي استعملها ابن سينا، يدرك أنه استطاع من خلالها أن يجعل اللغة العربية لغة قادرة على التعبير عن المعارف والأفكار العلمية، و النظريات،وما نضحت به من تعابير ومصطلحات علمية دقيقة وقد شهد على هذا التاريخ، وقد ترك ابن سينا بصمات لا تمحى من تاريخ علوم الحضارة الإسلامية بمؤلفاته العلمية فى شتى المجالات، وكانت إسهاماته رائعة في صياغة المصطلحات والتعابير العلمية. Comment *