احتفالاً باليوم العالمي للغة العربية، أقام المجلس الأعلى للثقافة بمشاركة رابطة الجامعات الإسلامية، مؤتمرًا حول التحديات التي تواجه اللغة العربية ومكانتها بين لغات العالم. بدأ المؤتمر بكلمة الدكتور عبدالله التطاوي مقرر لجنة النهوض باللغة العربية برابطة الجامعات الإسلامية، حيث قال: "إن اللغة العربية أصبحت تواجه الكثير من التحديات التي تفرضها العولمة الثقافية أو محاولات التهميش التي تتعرض لها رغم اعتمادها منذ قرابة 40 عامًا كلغة سادسة في الأممالمتحدة". وقال التطاوى: "إن هذا المؤتمر الذي أقيم بالتعاون بين المجلس الأعلى للثقافة ورابطة الجامعات الإسلامية للمرة الأولى يعكس ما يواجه اللغة العربية من مشكلات التدني والتردي التي وصلت لها خاصة في المؤسسات الإعلامية والتعليمية ". ودعا التطاوي في كلمته إلى ضرورة الوصول إلى حلول عملية قابلة للتطبيق على أرض الواقع العربي للارتقاء بلغة الضاد". من جانبه قال الدكتور سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة إن الاهتمام باللغة هو اهتمام بقضية الوجود نفسه وقضية الهوية أيضًا كما تعلمنا من فلاسفة كبار اهتموا بقضية الهوية حتى شاعت عبارات من بينها أن اللغة مسكن الوجود؛ لأننا في الحقيقية نفكر ونحيا من خلالها. وذكر توفيق بعض الأساتذة الراحلين الذين اهتموا باللغة العربية اهتمامًا خاصًّا ومنهم زكي نجيب محمود وعثمان أمين صاحب كتاب فلسفة اللغة العربية وهو من أعظم الكتب التي تتحدث عن مثالية اللغة العربية عن غيرها من اللغات، والمثالية تكمن في عدم وجود حد فاصل بين الفعل والفاعل كما في اللغات الأخرى، وهذا يعني حضور الذات في الفعل نفسه، بحسب قول توفيق. وتابع توفيق حديثه قائلاً: "نعاني الآن من ضياع اللغة العربية في وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، وأرجو أن يخرج المؤتمر بتوصيات قابلة للتطبيق حتى نواجه أزمة اللغة العربية". وفي سياق متصل قال الدكتور جعفر عبد السلام أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية إن السبب الحقيقي وراء أزمة اللغة العربية هو ضعف التمويل المقدم للنهوض باللغة من جانب الحكومات العربية، ووجه عبد السلام نداءً إلى الدول والحكومات العربية للحفاظ على وجود اللغة العربية لغة سادسة في منظمة الأممالمتحدة، ولم يتفق معه الدكتور أحمد مرسي أستاذ المأثورات الشعبية بكلية الآداب جامعة القاهرة، حيث أكد أن ازدهار اللغة لا علاقة له بالتمويل وإنما يرتبط بقدرة الإنسان العربي على الإنتاج والإبداع، موضحًا أنه "عندما كانت اللغة العربية لغة حضارة بمعنى أن المسلمين الذين كانوا يتحدثون بها كانوا منتجين ومبدعين سعت الكثير من دول العالم إلى تعلم اللغة العربية وترجمة آثارها العلمية والفكرية، ومن هنا ازدهرت اللغة.. أما الآن فالإنسان العربي غير منتج وغير مبدع وبالتالي فهو غير قادر على حفظ لغته من الضياع في ظل سطوة اللغة الإنجليزية، بل أصبح الإنسان العربي لا يعتز بلغته رغم علوها وسموها، وهناك شعوب أخرى أحيت لغات ميتة؛ لأنها أيقنت أن بقاءها مقترن ببقاء لغتها، مثل "إسرائيل" التي تترجم كل كتاب جيد إلى لغتها، حيث تترجم سنويًّا عشرة أضعاف ما تترجمه بلاد العالم العربي كله". أخبار - ثقافة - البديل أحمد مرسي: "إسرائيل" تعتز بلغتها الميتة وتترجم إليها سنويًّا عشرة أضعاف ما تترجمه الدول العربية عبد الله التطاوي: العولمة الثقافية والتهميش أخطر ما يواجه لغتنا الجميلة