* حينما استعان الأمن بالشيخ صفوت حجازي .. فهتف المتظاهرون ضده انزل انزل كتب- خليل أبو شادي: “أصبحت السويس مركز الحدث في الانتفاضة المصرية، وسقوط الشهداء فيها أكسبها طعم الثورة التونسية، فأضحت مدينة المقاومة “سيدي بوزيد” الثورة المصرية”... بهذه الكلمات السريعة لخص طلعت خليل أمين حزب الغد بالسويس وضع المدينة حالياً, وموقعها على خارطة انتفاضة الغضب. فالسويسالمدينة التي خاضت ثلاث حروب مع إسرائيل, تشهد حاليا مواجهات عنيفة بين الأهالي والأمن، أججها قيام الأمن بدفن الشهداء رغما عن المواطنين، في محاولة لدفن الجريمة، وخوفاً من الأهالي. وقال طلعت خليل أمين حزب الغد بالسويس، إنه ذهب مع القوى الوطنية ليلة أمس الأول إلى المشرحة، وإنهم قاموا بتصوير جثث الشهداء وبها علامات الطلقات النارية، وإن الأمن قام بقذفهم بالطوب، واستطاع تفريقهم من أمام المشرحة، ما أتاح للأمن فرصة دفن الجثة الأولى في الساعة السادسة صباحاً، ودفن الجثة الثانية الساعة الحادية عشر. وأضاف أن الأهالي احتشدوا بعد ذلك ورفضوا مغادرة المشرحة لكي لا يدفن الأمن الشهيد الثالث، وحضر نائب وزير الداخلية لمنطقة القناة، وقال للأهالي إنه يجب دفن الميت والقانون بعد ذلك يأخذ مجراه، فرد الناس بأن الأمن يوجه الاتهامات للمتظاهرين بأنهم هم الذين قتلوا الشهداء، وإنه تم عرض 20 متظاهراً على النيابة بهذا الاتهام وحبستهم النيابة 15 يوماً, مشيراً إلى أن الأهالي عرضوا على نائب الوزير في مفاوضاته معهم أن يبتعدوا عن المشرحة في مقابل الإفراج عن 200 معتقل. وتابع خليل: ” فوجئ الأهالي في هذه الأثناء بأن الأمن أحضر الشيخ صفوت حجازي ليتولى مهمة تهدئة الناس، وأن حجازي حاول الصعود إلى مكان مرتفع ليحدثهم منه، فضج الأهالي بالهتاف”أنزل، أنزل”، وأن الأمن والشيخ لم يستطيعا إقناع الناس بمغادرة المشرحة، فبدأ الأمن في ضرب الرصاص المطاطي على الأهالي الذين تفرقوا في الشوارع الجانبية. لكن الأهالي تجمعوا بعد ذلك ليلاً، وأحرقوا قسم شرطة الأربعين، وحطموا رئاسة الحي، وحاولوا إحراق مبنى الحزب الوطني، وامتدت المظاهرات الغاضبة لمنطقة المثلث، فأحرق المتظاهرون نقطة الشرطة، واقتحموا مقر نائب الشورى أحمد الضبع ورشقوه بالحجارة. غضبة أهالي السويس استمرت لتصبح المدينة هي البؤرة الأكثر سخونة للثورة المصرية, وبحسب شهود عيان فإن اشتباكات عنيفة تدور حالياً بين عشرات الآلاف من المتظاهرين وقوات الأمن التي أطلقت الرصاص الحي على الأهالي, مما أسفر عن سقوط عشرات المصابين, بينهم نساء وأطفال. وما أن خيم الليل على مدينة المقاومة حتى قطعت الكهرباء, ليخيم الظلام على المدينة, ولكن لا يرافقه الهدوء المعهود.. فرصاصات الشرطة ووقع الاشتباكات تزداد حدتها على وقع أنباء عن توجه تعزيزات أمنية من الإسماعيلية والشرقية للسيطرة على المدينة. نهار المدينة لم يكن يختلف عن ليلها, فما أن ترددت أنباء عن قيام سيارة مصفحة بدهس 3 من المتظاهرين في أحد شوارع, حتى اندلعت انتفاضة جديدة لليوم الثالث, وقام المتظاهرون بإشعال النار في مركز للإطفاء بحي الأربعين, مما أدى إلى تدمير المركز وحرق ثلاث سيارات إطفاء, وذلك ردا على قيام عربات الإطفاء بفتح المياه عليهم. كما قام عدد من المحتجين بإشعال النار في قسم الشرطة بحي الأربعين أيضاً.