في ظل الدعوة التي أطلقتها القوى الثورية وجبهة الإنقاذ الوطني بالحشد لمليونية الغد ، ضد الغلاء والاستفتاء ، وبعد أن دخلنا في موجة من "حرب المليونيات "؛ اعتادت القوى الإسلامية أن ترد على معظم المليونيات المعارضة بمليونية مقابلة ، وهو الأمر الذي تباينت فيه الآراء واختلفت إزاء مليونيات تنظمها القوى السياسية بشكل عام بمعدل مرتين في الأسبوع . قالت منى عزت عضو أمانة التحالف الشعبي الاشتراكي ، إن ديمقراطية " الشوم والعصي" التي ينتهجها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ، لا تليق بمصر بعد ثورة 25 يناير ، ودعواتهم المتكررة لحشد مليونيات للرد على المعارضة هي أمر غير مقبول ؛ لأنهم صناع القرار وهم أهل السلطة ، وبالتالي فلا يصح بأي شكل أن يقوموا بفرض رأيهم بطريقة فجة كفض الاعتصامات بالقوة والتعدي على المتظاهرين . وأشارت، إلى أن حق التظاهر مكفول للجميع ولكن بالطرق السلمية ؛ ولكن ما يدفع المعارضين إلى عمل مليونيات ، هو أنهم ليسوا في السلطة ولا يملكون تغيير السياسات ؛ وبالتالي فلا يملكون إلا الضغط على صناع القرار ، لتحقيق العدالة الاجتماعية والمطالب التي قامت على أساسها ثورة 25 يناير ، ولا يحق بأي حال أن يقوم التيار الإسلامي بإجهاض هذه المطالب أو حتى إغفالها . كما أن "حرب المليونيات" سوف تستمر حتى يكون هناك توافق ؛ وهو ما رفضته القوى الاسلامية ، ورفضت أن يكون هناك حوار وطني على أسس ومبادئ ديمقراطية سليمة ، ولكن المؤسف أن هذا لم يتحقق ، ولذلك فالشارع لابد أن يكون موجوداً ويعبر عن رأيه بشتى الطرق السلمية ، وستظل الناس تمارس حقها في توصيل مطالبها طالما أن السلطة لا تستجيب لهم . ومن جانبه أكد القيادي الإخواني صبحي صالح ونائب مجلس الشعب السابق ، أن تنظيم "مليونية كل يومين" فكرة انتشرت بكثافة في الآونة الأخيرة ؛ نظراً لعدم وجود طرق أخرى للتعبير عن الرأي ، وكل هذا سينتهي بالتصويت على مسودة الدستور ؛ ومن ثم وجود طرق قانونية ودستورية يتم بمقتضاها البت في هذا الشأن ، وهو ما يترتب عليه أن تدور عجلة الإنتاج ، وتتحقق النهضة التي وعد بها الدكتور محمد مرسي ويود الكثيرون أن يعرقلونها . وشدد صالح على أهمية الدستور والمؤسسة الدستورية التي تغني عن الشارع ، وتنهي الصراع المشتعل بين المعارضين والمؤيدين لقرارات الرئيس ، وهو ما أشعل هذه الحرب الدائرة في الشارع المصري . ووجه صالح تساؤلاً لجبهة الإنقاذ الوطني التي دعت لمليونية الغد ، قائلاً "لماذا تركت المعارضة معركة الصناديق واتجهت إلى فرض رأيها وسيطرتها عن طريق الشارع ؟ طالموا يدعون أنهم أغلبية!!" . وفي السياق ذاته قال البدري فرغلي النائب السابق بمجلس الشعب عن حزب التجمع الوطني ، إن مسألة المليونيات ما هي إلا تعبير عن أن هناك انقسام داخل المجتمع المصري ، وهي تمثل خطورة على الحاضر والمستقبل السياسي في مصر ؛ لافتاً إلى أن هذه الحالة تسبب فيها هيمنة فصيل سياسي بعينه ، متمثل في الإخوان المسلمين على كافة مؤسسات الدولة . وأشار فرغلي إلى أن الإخوان المسلمين عملوا على السيطرة على الدولة بداية من الرئاسة والحكومة والتأسيسية ، وأصبحت تعزف منفردة في الوسط السياسي ؛ وهذا ما جعلها في مواجهة مستمرة مع باقي فصائل الثورة ، وبذلك فقد أحدثت الجماعة انقلابا غير شرعي على سلطة الشعب وإرادته، وهو ما سوف يدفع المصريون ثمنه غاليا ؛ بسبب المواجهات التي تسيل فيها الدماء المصرية . وأضاف فرغلي أن فكرة الدعوة لمليونيات لن تنتهي إلا بانتهاء حالة الانقسام التي لم يشهدها الوطن من قبل ، وناشد الشباب المصري على ضرورة انتزاع سلطة الشعب وجعل كلمته هي العليا ، حتى ننتهي من المواجهات وسفك دماء المصريين. البديل-اخبار Comment *