قال فؤاد مرسي، الروائي ومدير عام الثقافة بهيئة قصور الثقافة، تعليقاً على الاشتباكات والصدامات العنيفة بين مؤيدي ومعارضي الرئيس مرسي، "أن ما يحدث الآن في مصر يتناقض مع طبيعة الشخصية المصرية ويتنافي مع الحقائق التاريخية، فالقاريء الجيد للتاريخ يدرك أن هذه اللحظة جديدة علينا". وتابع قائلاً، أخشي أن يحقق المصريون أغراض الاحتلال، بعدما عجز عن تحقيقها طوال تاريخه، وأخشي أيضا أن يمضي مخطط التقسيم في طريقه دون أن يتم إيقافه بتوحد الشعب المصري، مناشداً الأدباء والمثقفين بالقيام بمسئوليتهم في تنوير المجتمع المصري بحقيقته وأبعاده الإجتماعية والثقافية. وكانت الهيئة العامة لقصور الثقافة، أصدرت بيانا اليوم، لإدانة ما يحدث في مصر الآن، وجاء نصه كالتالي، إنه ليوم أسود حزين في تاريخ مصر ذلك الذي وقع فيه المصريون في شَرَك الخديعة، ووقفوا وجها لوجه متنابذين ومتصارعين ومتقاتلين، بعد أن نفث الشيطان في نفوسهم نفثته المشئومة، وأوقعهم في حبائله، وهم الذين أهابوا الأمم واعتلوا سُدة الفخر وبنوا الحضارات حيث انبثق فجر الضمير الإنساني. وإنه من أسف أن تخرج الهيئة العامة لقصور الثقافة بين الحين والآخر لتنعى عددا من أبناء مصر بعد سقوط الشهداء من أجل الحرية، ومن أجل الوطن دفاعا عن معتقدهم السياسي أمام قصر الاتحادية الرئاسي، وإن الأسف ليشق الروح إزاء تلك السقطة المأسوف عليها في تاريخ مصر، إذ يُصرع الشباب بأيدي أشقائهم في الوطن، لكننا لا نملك إلا أن نترحم على هذه الأرواح الزكية الخالدة التي خرج أصحابها من أجل مستقبل مصر. إن كل الأطراف خاسرون، وإن الوطن هو الخاسر الأكبر عندما يفقد أرواح أبنائه المخلصين، بينما يتلاشى زخم الثورة وتُخدش سلميّتُها، فالأطراف كلها مسئولة عما جرى، والطرف الذي يملك الزمام ويمسك بالسلطة يتحمّل المسئولية الأكبر في هذه المأساة، وما ذلك كله إلا تلاعبٌ بمصير الأمة المصرية، ودليل على فقدان الإحساس بمسئولية حمل أمانة الوطن. وتبقى مصر أمة واحدة رغم ما أصابها، وما أصاب ثورتها الخالدة المجيدة، وسوف يبقى الشعب المصري نسيجا واحداً يستعصى على الانقسام ويتأبّى على التطويع والانقياد، بل سيبقى واعيا بمصيره، حارسا لمقدراته أمينا على مستقبله، وإن خانته الظروف أو تآمر عليه المتآمرون. البديل الاخبار Comment *