اعتبرت صحف عربية حصول فلسطين على صفة مراقب بالأممالمتحدة إنجازا تاريخيا وخطوة في طريق انتزاع الحق الفلسطيني. فقد رأت صحيفتا "الراية" و"الشرق" القطريتان في افتتاحيتيهما اليوم أن حصول دولة فلسطين على عضوية دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة يعتبر إنجازا تاريخيا ومرحلة لا يستهان بها على درب انتزاع كل حقوق الشعب الفلسطيني. وتحت عنوان "انتصار دولي للفلسطينيين" وصفت "الراية" قرار الجمعية العامة بقبول فلسطين كدولة غير عضو بصفة مراقب بأنه "خطوة هامة في سبيل استعادة الحقوق الفلسطينية وانتصارا للقانون الدولي والشرعية الدولية"، والبداية نحو القبول الرسمي لفلسطين كدولة كاملة العضوية. وأكدت الصحيفة أن تصويت 8 دول ضد عضوية دولة فلسطين يظهر أن إسرائيل "غير مقبولة دوليا لأنها ومنذ إنشائها قبل ما يزيد على 65 سنة لم تمد يد السلام والخير للفلسطينيين ولا الجوار العربي". وقالت جريدة "الشرق" إن القرار التاريخي للجمعية العامة يعتبر خطوة هامة في طريق استعادة الحقوق الفلسطينية ويمثل انتصارا للقانون الدولي والشرعية الدولية، وإنه بعد أن صار المقعد رقم 194 فلسطينيا بامتياز سيظل يوم الخميس 29 نوفمبر 2011 يوما تاريخيا يعكس انتصار الحق والإرادة. من جهتها قالت صحيفة "الخليج" الإماراتية إنه لم يكن متوقعا من الولاياتالمتحدة التي خاضت معركة إسرائيل في الأممالمتحدة وعلى امتداد العالم لمنع فلسطين من الحصول على عضوية دولة مراقب في الجمعية العامة أن تتقبل النتيجة بروح الدولة الديمقراطية التي تحترم قرار المجتمع الدولي بأغلبيته الذي قال نعم. وأضافت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة استخدمت كل الوسائل ضد دول العالم لحملها على عدم تأييد الطلب الفلسطيني فلجأت إلى الابتزاز السياسي والتهديد الاقتصادي معتمدة في ذلك على قوتها وجبروتها لعلها ترهب الآخرين وتمنع الفلسطينيين، وأنها تساند إسرائيل ولم تعط الشعب الفلسطيني أي حق من حقوقه. من جانبها، ذكرت صحيفة "البيان" أن ما يحسب للقيادة الفلسطينية الحالية هو إصرارها (على الفوز بصفة المراقب) رغم الظروف الاستثنائية القاسية التي تمر بها المنطقة العربية والتغيرات التي خلخلت موازين القوى منذ مطلع التسعينيات في تعدد القطبية وانفراد القطب الواحد للتحكم في السياسات الدولية الاستراتيجية وغيرها من ظروف الانقسام الفلسطيني الداخلي التي مرت. وأشارت إلى أنه ربما يغفل البعض عن التوقيت الذكي لخطوة انتزاع صفة دولة- مراقب، ففي 29 نوفمبر أي في مثل توقيت الاعتراف الجديد من عام 1947 أصدرت الأممالمتحدة قرار تقسيم فلسطين والمغزى التاريخي لخطوة الاعتراف التي سعى إليها أبو مازن تريد أن تقول للعالم بجميع شعوبه ومكوناته إن فلسطين الوطن والشعب باقية ما بقيت الدنيا. وأكدت صحف سعودية في افتتاحياتها اليوم أن ميلاد دولة فلسطين خطوة هامة في طريق الألف ميل يجب أن تتبعها خطوات، على جميع الاصعدة.. المحلية بوحدة الصف الفلسطينى، والعربية بتقديم كل الوان الدعم السياسي والمادي لهذه الدولة الوليدة والعالمية باستثمار الزخم الدولى لهذا الحدث لفضح مخططات الاستيطان ومؤامرات التهويد والاعتداءات الاسرائيلية على الاراضى المحتلة وخاصة مدينة القدس والمسجد الاقصى المبارك. وقالت صحيفة "الشرق" إن فلسطين صارت دولة بصفة مراقب في الأممالمتحدة بعد عقود من نضال الشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه التي سلبتها إسرائيل، وهذا ما سيمنحها كثيرا من الحقوق. وأضافت أن صفة الدولة التي منحتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة، لا تعني مطلقا أن مأساة الفلسطينيين قد انتهت، بل ما زال أمامهم كثير من الصعوبات، لتحقيق كيان هذه الدولة التي يجب أن تكون دولة مستقلة وذات سيادة كاملة على أراضيها، مؤكدة أن هذا الاعتراف جاء نتيجة جهود بذلتها منظمة التحرير الفلسطينية عبر خمسة عقود مليئة بالنضال والتضحيات، في مواجهة أبشع أنواع العنصرية وأسوأ أنواع الاحتلال الذي ما زال مصرا على الاستمرار في الاستيطان والقتل وإنكار حقوق الشعب الفلسطيني. وأكدت صحيفة "الوطن" السعودية أن الإنجاز الذي تحقق لفلسطين بمنحها صفة دولة مراقب في منظمة الأممالمتحدة، يعد نقلة كبيرة في مسار القضية الفلسطينية، برغم أن الصفة الجديدة لا تمنحها العضوية إلا أن ذكر اسمها ك"دولة" يفترض أن ينتج عنه تغيير في التعامل مع دولة ذات شعب، تعاني التهميش منذ حوالي سبعة عقود. وقالت إن الأغلبية الساحقة التي صوتت لصالح فلسطين، أحرجت الولاياتالمتحدة بتصويتها ضد القرار، ولم تعد تنفع تصريحات مسؤوليها في إبقاء وضع فلسطين على ما كان عليه بما يوافق الرغبة الإسرائيلية، وإبقاء الحالة معلقة أملا في مزيد من التنازلات لصالحها. وذكرت صحيفة "المدينة" أن الخطوة جاءت على الطريق الصحيح لنيل الفلسطينيين حقوقهم كاملة في إقامة دولتهم المستقلة في التراب الفلسطيني وفق حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف وإنهاء الاحتلال للتراب الفلسطيني وإنهاء وجود المستوطنات مع حل مشكلة اللاجئين وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية. من جهتها، قالت صحيفة "عمان" إن التأييد الدولي للشعب الفلسطيني ونيله حقوقه المشروعة وفي مقدمتها دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقيةالمحتلة قد سار خطوة أخرى لدعم محاولات الفلسطينيين الحصول على حقوقهم عبر الشرعية الدولية ومن خلال الأممالمتحدة. وأكدت الصحيفة أهمية أن تبادر السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس وبدعم قوي ومتواصل من جانب جامعة الدول العربية ومختلف الدول العربية والإسلامية أيضا إلى العمل من أجل تحويل القرار الأممي إلى بداية لتحرك دولي يعزز ويساند الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية في مساع نيل الاستقلال وإنشاء الدولة المستقلة. أ ش أ Comment *