نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقالا للكاتب الصحفي، سيماس ميلن، يؤكد فيه أن الفلسطينيين هم الذين لديهم كل الحق في الدفاع عن أنفسهم ضد هجوم الإحتلال الإسرائيلي. وأنتقد ميلن مواقف وسائل الاعلام والدول الغربية بما في ذلك الولاياتالمتحدة وبريطانيا، بشأن حق إسرائيل الكامل في الدفاع عن نفسها وأن الهجوم الإسرائيلي على غزة جاء ردا على هجمات حماس الصاروخية. وأكد ميلن أنه بدراسة تسلسل الأحداث خلال الشهر الماضي يوضح أن "إسرائيل" هي التي لعبت دورا حاسما في التصعيد العسكري بدءا من هجومها على مصنع "اليرموك" للأسلحة في الخرطوم بزعم أنه يزود حماس بالأسلحة، وقتل 15 مقاتلا فلسطينيا أواخر أكتوبر الماضي، إلى إطلاق النار على فلسطيني معاق عقليا أوائل نوفمبر الجاري، وبالتأكيد إغتيال القيادي بحماس أحمد الجعبري يوم الأربعاء الماضي خلال مفاوضات حول هدنة مؤقتة. وتابع الكاتب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لديه عدة دوافع لإطلاق جولة جديدة من إراقة الدماء، فهناك الحاجة لإظهار قوته قبيل الإنتخابات الإسرائيلية، والحاجة لإختبار الرئيس الإسلامي الجديد لمصر "محمد مرسي" والضغط على حماس لكبح جماح جماعات المقاومة الفلسطينية الأخرى، والفرصة لتدمير مخابئ الصواريخ قبل أي مواجهة مع إيران. وأشار ميلن إلى أن المسألة ليست مجرد حول من بدأ التصعيد مؤكدا أن القيام بتصوير إسرائيل بإعتبارها "ضحية" لها الحق في الدفاع عن نفسها من الهجوم من "خارج حدودها" هو انعكاس مشوه للواقع لأن إسرائيل بعد كل شيء تمثل إحتلال غير مشروع للضفة الغربية وقطاع غزة. وعلى الرغم من إنسحاب إسرائيل من مستوطنات وقواعد في عام 2005، إلا أن قطاع غزة ما زال محتلا، حيث أن إسرائيل تتحكم في حدوده البرية والبحرية ومجاله الجوي وموارده. لذلك فسكان غزة هم شعب محتل لهم الحق في المقاومة بما في ذلك المقاومة المسلحة، بينما إسرائيل هي القوة المحتلة التي يجب عليها الانسحاب. وذكر الكاتب البريطاني أنه حتى بفرض إنسحاب إسرائيل عام 2005 من الضفة الغربية والقدس الشرقية وإنهائها للإحتلال، فإن سكان غزةفلسطينيون، والقطاع يمثل 22% من أراضي فلسطين التاريخية المخصصة للدولة الفلسطينية . وقال الكاتب أنه بدلا من دعم الشعب الفلسطيني تقوم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول الغربية بدعم وتسليح إسرائيل لأقصى درجة، معتبرا أن هذا ليس موقفا غريبا من قوى غربية هي نفسها غزت وتدخلت في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي على مدى العقد الماضي. وإختتم الكاتب مقاله قائلا أنه على الرغم من أن إتفاق وقف إطلاق النار هو أمر مرحب به إلا أنه لن يمنع تفجر العنف من جديد، لأنه لن ينهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مشيرا إلى أن الأمر يتطلب ضغط بلا هوادة على القوى الغربية وتغيير في ميزان القوى على أرض الواقع. Comment *