سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"البديل "تسأل..هل يفرض الصعود السياسى للتيارات الدينية تراجع النضال النسوى بعد ثورة يناير؟ ابو القمصان: الثورة على مبارك قادها الشباب والثورة على الإخوان ستقودها المرأة
باتت الإشكالية الفكرية بعد الثورة في نظر العديد من المثقفين تتعلق بصراع خفي بين رجل الدين والمرأة .. دعائمه تصدير نماذج نسوية ظلامية، تخرج مما وصفوه بعباءة الفكر الدينى الرجعي، لتسلب من حقوق المرأه أكثر مما تضيف لها، وهى النماذج النسائية التي يقدمها حزب الحرية والعدالة- الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين والتي تظهر متشبعة بجمود فكرى وقيمى وثقافي يهدد مسيرة الحركة النسائية المصرية بالتراجع والانحسار، خاصة وأن النماذج النسوية - التى تدافع عن الفكرالذكوري فى إطاره الدينى، والتى تتصدر للواجهة السياسية، تحمل درجات علمية، وتتقلد مناصب تربوية مهمة فى الدولة، فى المقابل لا تقيم التيارات اليسارية والليبرالية وزنا لضرورة دعم نماذج نسائية تنويرية تقف فى مواجهة التغول الذكورى ضد قضايا المرأة، لتظهر على السطح بين الحين والآخر أفكار تدعو لزواج الفتيات فى سن التاسعة أسوة بالسيدة عائشة "أم المؤمنين"- حسب ادعائهم. ! ظل الصراع خفيا بين الرمز الديني والمرأة المتحررة كرمز للمدنية والتحضر، ثم انتقل إلى مراحل أعمق وأوسع عندما اقصيت المرأه من كتابة الدستور. وترى الكاتبة الروائية سحر الموجي، أن مصطلح "الأخوات" الذي يستخدمه الإخوان يعبر عن الثقافة "الأبوية الذكورية" التي تحكم الحركات الإسلامية، وهى نفس الحزمة من الأفكار" الأبوية " التي تغفل فكرة العدالة الاجتماعية، وتحسر دور المرأة فى رعاية الأبناء والقيام على رغبات الرجل، مشيرة إلى أن هذا النسق الفكري ينطلق من دوافع خفية تتعلق بخوف الذكر من قوة تأثير المرأة، ودورها الثوري والنضالي، ضاربة المثل بالنساء الفلسطينيات، اللائي يلعبن دور جوهري في دعم حركة الكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، بصمودهن وتقديم أبناءهن للشهادة، بل حدث تطور خطير فى الفكر النضالي لدى المرأة الفلسطينية، بأن قدمت الفتيات الفلسطينيات لأنفسهن كقربانا للكفاح من أجل القضية، لافتة إلى أن السجون "الإسرائيلية"، باتت تعج بالأسيرات الفلسطينيات وهو ما يؤكد على مدى قوة المرأة ودفعها لحركة النضال الوطنية. وتؤكد الكاتبة الصحفية فريدة النقاش، أن الحركة النسائية المصرية تقوم طيلة تاريخها على معادلة ارتباطية عكسية، مفادها أنه كلما اشتدت الهجمة الظلامية عليها كلما زادت المرأة تحديا وثباتا وإصرارا على النضال، وبعد ثورة يناير، أصبحت الهجمة السلفية الإخوانية الرجعية شرسة، وتنعكس أصداءها في الشارع بشكل متناقض، مشيرة إلى أن هناك اتجاها يتمثل في زيادة حالات التحرش والهجوم على المرأة وانتهاك حريتها، وفى المقابل اتجاه مناهض رافض لدعاوى الإسلاميين وهجومهم على مكتسبات المرأة ومطالبها وتتفق الناشطة السياسية نهاد ابو القمصان، رئيس المركز المصري لحقوق المرأة مع ماتراه فريدة النقاش، مضيفة أن الشباب هم من فجروا الثورة ضد نظام مبارك وأن المرأة ستكون المفجر للثورة ضد حكم الإخوان، مشيرة إلى أن هناك إقصاءا متعمد للمرأة، تجلى في عدم تمثيلها في حكومات ما بعد الثورة، والأدهى من ذلك تعالي بعض المطالب بإلغاء مؤسسات حقوقية نسائية بعينها، وقوانين تتعلق بالأسرة والمرأة، بحجة أنها من بقايا النظام السابق، في محاولة للرجوع بمكاسب المرأة للخلف، وهو ماستنهض ضده المرأة المصرية، مؤكدة أن الدستور الذي تجاهل وجودها ولم تمثل فيه بشكل لائق لن يمر بأي حال من الأحوال. ولفتت الكاتبة الصحفية شاهندة مقلد، إلى أن المرأة مهمشة في الأحزاب السياسية الالأالللحزاب ومدفوعة خارج دائرة العمل السياسي، بحكم السيطرة الذكورية على الأحزاب، مستهجنة وقوع الأحزاب المدنية، في عدم إبراز رموز نسوية، وسيطرة الذكور على نشاطاتها، على الرغم من مهاجمتهم الأحزاب ذات الخلفية الدينية في هذا الأمر، مشيرة إلى أن ثمة عناصر نسائية ثورية برزت بعد الثورة منها الدكتورة منى مينا التي تقود معركة كادر الأطباء مع مجموعة من الشباب، بالإضافة إلى عدد من الكاتبات والمفكرات اللائي حصدن الجوائز في المحافل الدولية "برغم أنف الإخوان"، مثل الكاتبة سلوى بكر، التي تسلمت جائزة عربية أدبية منذ بضعة أيام. ولم يختلف كثيرا رأي الناشطة السياسية الدكتورة كريمة الحفناوي، مع شاهندة مقلد، حيث اعتبرت أن المرأة المصرية لن ينجح في دحرها أوتقييد مسيرتها أحد، مؤكدة أن الصراع الحقيقي الذي يطفوا على سطح المشهد السياسي، هو الصراع ضد الحريات والحقوق، لأن المجتمع الحر يدور في نسق فكرى وثقافي صحي، ويصبح من السهل بل من الضروري معاقبة المخطأ، ولا يكرس لديكتاتورية دينية، بينما النظام الذي تسعى لتطبيقه جماعة الإخوان يسعى لتكريس ديكتاتورية دينية قمعية، مشيرة إلى محاولة الجماعة كتابة الدستور طبقا لإرادتها، لتكريس الدولة الدينية، وهو ما تناضل الحركة النسوية ضده وتتصدر حركة نساء مصر طليعته عن طريق تدشين مبادرات لرفضه مثل مبادرة " دستور لكل المصريين". Comment *