أعرب مسئولون أمريكيون عن قلقهم بشأن نية السلطات العراقية الإفراج عن علي موسى دقدوق، أحد نشطاء حزب الله اللبناني، الذي تم اتهامه عام 2007 بالمساعدة في قتل القوات الأمريكية في العراق. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز أمس عن مسئولين أمريكيين قولهم أن مسئول عراقي رفيع المستوى أبلغ إدارة أوباما أن العراق لم يعد لديها أي سند قانوني للاستمرار في احتجاز السيد دقدوق. وأضاف المسئولون أن سفير الولاياتالمتحدة في بغداد، روبرت بيكروفت، تلقى تعليمات ليلتقي برئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، ليحثه على إبقاء دقدوق في الاحتجاز. ومع ذلك، يخشى مسئولون في الولاياتالمتحدة من أن جهودهم لا تؤثر، وأبلغوا قادة في الكونجرس الأسبوع الماضي بأن هناك مخاطر من أنه قد يتم إطلاق سراح دقدوق قريبا. يذكر أن السيد دقدوق، الذي تم اعتقاله من قبل القوات البريطانية في البصرة في مارس 2007، هو آخر المعتقلين الذين تم تسليمهم إلى العراق من قبل الولاياتالمتحدة، حيث اتهمه مسئولون عسكريون أمريكيون بالعمل مع فيلق القدس - وحدة إيرانية تدعم العمليات العسكرية في الخارج - لتدريب ميليشيات شيعية في العراق أثناء الحرب، بالإضافة إلى المساعدة في تنظيم غارة في يناير 2007 في كربلاء والتي أدت إلى مقتل خمسة جنود أمريكيين. في السياق ذاته، أشارت نيويورك تايمز إلى أن هذه القضية حساسة جدا سياسيا بالنسبة للبيت الأبيض، ليس فقط بسبب الاتهامات الموجهة ضد دقدوق، ولكن أيضا بسبب التوقيت، حيث أن بعض المسئولين العراقيين كانوا قد أشاروا في السابق أنهم سيسعون لتهدئة إدارة أوباما عن طريق تأجيل الإفراج عن دقدوق إلى حين انتهاء حملة الانتخابات الرئاسية، بينما أصر مسئولون أميركيون مرارا وتكرارا إنهم لا يريدون أن يتم الإفراج عنه على الإطلاق. ومن جانبه، قال مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن: "الولاياتالمتحدة لا تزال تعتقد أن دقدوق يجب أن تتم محاسبته عن جرائمه". ومن جهة أخرى، قالت الصحيفة الأمريكية أنه من المعتقد أن إيران تقوم بالضغط على العراق من أجل إطلاق سراح دقدوق، مما يجعل مصيره نوعا من اختبار لعلاقات العراق مع الولاياتالمتحدة. في هذا الصدد، قال رمزي مارديني، وهو زميل مساعد في معهد العراق للدراسات الاستراتيجية، إنه: "اختبار رمزي للمالكي حول هل هو أكثر قلقا بشأن علاقته مع طهران أم بشأن علاقته مع واشنطن؟" Comment *